قوله:"كان مالك" في رواية الكشميهني قام والأول يشعر بتكرير ذلك منه. وقوله:"فأنصت" في رواية الكشميهني بهمزة مقطوعة وآخره مثناة خفيفة أي: سكت فلم يكبر للهوي في الحال وهذا دال على حصول الطمأنينة في الاعتدال ويحتمل أن يقال هو كناية عن سكون أعضائه عبّر عن عدم حركتها بالإنصات وذلك دال على الطمأنينة والأول أولى وفي رواية الباقين فانصاب بألف موصولة وآخره موحدة مشددة وهي انفعل من الانصاب كأنه كنى عن رجوع أعضائه عن الانحناء إلى القيام وحكى ابن التين أن بعضهم ضبطه بالمثناة المشددة بدل الموحدة ولعل نقل التشديد عنه تصحيف فإن أصله انصوت تحركت الواو وانفتح ما قبلها فانقلبت ألفًا ومعنى إنصات استوت قامته بعد الإنحناء كأنه أقبل شبابه قال الشاعر:
وعمرو بن دهمان الهنيدة عاشها ... وتسعين أُخرى ثم قوم فانصاتا
وعاد سواد الرأس بعد بياضه ... وراجعه شرخ الشباب الذي فاتا
وراجع أيدًا بعد ضعف وقوة ... ولكنه بعد ذا كله ماتا
وعند الإسماعيلي فانتصب قائمًا وهي أوضح من الجميع. وقوله:"هُنَية" بضم الهاء وفتح النون زمنًا قليلًا وقد تقدم ضبطها في باب ما يقول بعد التكبير.
وقوله:"صلاة شيخنا" هذا أبي يزيد وقع هنا للأكثر بالتحتانية والزاي وعند الحموي وكريمة بالموحدة والراء مصغرًا وكذا ضبطه مسلم في الكنى قال عبد الغني بن سعيد: لم أسمعه من أحد إلا بالزاي لكن مسلم أعلم وقد مرّ استيفاء الكلام على هذا الحديث في باب مَنْ صلى بالناس وهو لا يريد إلا أن يعلمهم ومرّ هناك تعريف أبي يزيد وهو عمرو بن سلمة الجرمي.
[رجاله خمسة]
قد مرّوا، مرّ سليمان في الرابع عشر من الإِيمان، ومرّ أيوب وأبو قلابة في التاسع منه، ومرّ