والمعتزلة، فالصلاة خلفه صحيحة، وتندب إعادتها في الوقت.
وقال أصبغ يعيد أبداً، وأما المقطوع بكفره من أهل البدع، كالقائل إن اللهَ تعالى لا يعلم الأشياءُ مفصلةً، فالصلاة خلفه باطلة، وأما عند الحَنَفية، فقد قال العَيْنيّ: قال أصحابنا: تكره الصلاة خلف صاحب هوى وبدعة، ولا تجوز خلف الرافضيّ والجهميّ والقدريّ, لأنهم يعتقدون أن الله لا يعلم الأشياء قبل حدوثها، وهذا كفر، والمُشَبِّهَةُ ومن يقول بخلق القرآن. وكان أبو حَنِيفة لا يرى الصلاة خلف المبتدع، ومثله عن أبي يوسف. وأما الفاسق بجارحة، كالزاني وشارب الخمر، فزعم ابن الحبيب أن من صلى خلف شارب الخمر يعيد أبداً إلا أن يكون والياً، وقيل في رواية تصح، وفي المحيط: لو صلى خلف فاسق أو مبتدع يكون محرزًا لثواب الجماعة، ولا ينال ثواب من صلى خلف المتقي. وفي "المبسوط" يكره الاقتداء بصاحب البدعة.
وقال أحمد: لا تصح صلاة بالفاسق مطلقًا، سواء كان فسقه من جهة الأفعال أو الاعتقاد، ولو مستورًا ولو بمثله، إلا في جمعة وعيد تعذرا خَلْف غيره، بأن يعدما خلف عدل, لأن الجمعة والعيد من شعائر الإِسلام، وتليهما الأئمة دون غيرهم، فتركهما خلفهم يفضي إلى تركهما بالكلية، ولا يعيد الجمعة. قال "في الفتح": وفي الأثر رد على من زعم أن الجمعة لا يجزىء أن تقام بغير إذن الإمام. قلت: وبيان ذلك هو أن علياً رضي الله تعالى عنه صلى يوم عيد الأضحى الذي من شرطه أنه لا يصليه إلا من يصلي الجمعة، ولم يثبت أنه حصل له إذن من عثمان رضي الله تعالى عنه، فعل ذلك لئلا تضاع السنة.
قال العَيْنِي: وقد قال أصحابنا: لا تجوز إقامتها إلا للسلطان، وهو الإمام الأعظم، أو لمن أمره، كالنائب والقاضي والخطيب، مستدلين بما رواه ابن ماجه عن جابر بن عبد الله، قال:"خطبنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ... " الحديث، وفيه "فمن تركها" أي الجمعة "في حياتي وبعدي وله إمام عادل أو جائر استخفافًا بها، وجحودا لها، فلا جمع الله شمله، ولا بارك له في أمره، ولا صلاة له، ولا زكاة ولا حج ولا صوم له، ولا بر له حتى يتوب .. " الحديث. لكن في سنده عبد الله بن محمد، وهو متكلم فيه. وقال العَيْنِي: إنه روي من طرق كثيرة مختلفة، فحصل له من ذلك قوة، فلا يمنع من الاحتجاج به.
[رجاله خمسة]
وفيه ذكر عثمان رضي الله تعالى عنه، مرَّ محمد بن يوسُف الفِرْيابيّ في العاشر من العلم, ومرَّ الأوزاعيّ في العشرين منه، ومرَّ عثمان في أثر معلق بعد الخامس منه، ومرَّ ابن شِهاب في الثالث من بدء الوحي، ومرَّ حُمَيد بن عبد الرحمن في الثلاثين من الإيمان.
وأما عُبَيد الله فهو عُبَيد الله بالتصغير، بن عَدِيّ بن الخِيار، بكسر الخاء، ابن عَديّ بن نَوْفل بن عبد مناف، النَّوفَليّ القُرَشِيّ المَدَنيّ. قال ابن حبَّان: له رؤية. وقال البَغَويّ: بلغني أنه ولد على عهد النبي-صلى الله عليه وسلم-. ويقال إن أباه قتل ببدر، حكاه ابن ماكولا. وقال ابن سعد: أسلم أبوه يوم الفتح.