ذهب إليه أهل الكوفة، لحديث مسلم، عن عمر بن الخطاب قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:"إنَّ خيْر التابعين رَجُلٌ يُقال له: أُوَيْسٌ وبه بياض، فمروهُ فَلْيَسْتَغْفِرْ لكم" قال: فهذا الحديث قاطع النزاع. وأما تفضيل أحمد لابن المسيِّب وغيره فلعله لم يبلغه الحديث، أو لم يصح عنده، أو أراد بالأفضلية الأفضلية في العلم لا الخيرية عند الله تعالى.
هذا حكم ذكورهم.
وأما نساؤهم فعند إياس بن معاوية أفضلهن حَفْصة بنت سِيرين وحدها، وعند أبي بكر بن داود حَفْصَة وعَمْرَة بنت عبد الرحمن، وتليهما أم الدَّرْداء الصغرى، واسمها هُجيمة ويقال: جُهيمة لا الكبرى، فتلك صحابية واسمها خيرة. وإلى هذا أشار العراقي بعد قوله السابق "لم يسمع سوى سعد فقط" فقال:
وفي نِساءِ التّابِعينَ الأبْدا ... حَفْصَةُ مَع عَمْرَةَ أمِّ الدَّرْدا
[الفقهاء السبعة]
من كبار التابعين فقهاء المدينة السبعة الذين كانوا يُنْتَهَى إلى قولهم وإفتائهم، فلا يحكي قاض في مسألة حتى يتفقوا على الحكم فيها، وهم "سَعيدُ بن المُسيِّب، وعُروة بن الزُّبير، والقاسم بن محمَّد بن أبي بكر، وخارجةُ بن ثابت الأنصاري، وسليمانُ بن يسار الهِلاليُّ، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود". فهذه ستة متفق عليها. واختلف في السابع فقيل: أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وقيل: أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عَوْف، وقيل: سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب. وبلغ بهم يحيى بن سعيد اثني عشر فنقص وزاد؛ فقال: فقهاء المدينة اثنا عشر؛ سَعيد بن المُسيِّب، وأبو سَلَمة، والقاسم بن محمَّد، وسالم، وحمزة، وزيد، وعبيد الله، وبلال بن عبد الله بن عمر، وأبانُ بن عثمان بن عفان،