أهل المدينة، وكان فقيهًا ورعًا، متابعًا لمذهب أهل الحرمين، مفرعًا على أصولهم، ذابًا عنه. وقال أحمد بن صالح: كان نزهًا صاحب سنة، ثقة. وقال ابن أبي مَرْيم: سمعت أشْهَبَ يقول: هو أعلم من مالك. وقال أحمد بن كامل لعبد العزيز: كتب مصنفة في الأحكام. وقال موسى بن هارون الحمّال: كان ثبتًا متقنًا. توفي ببغداد سنة أربع وستين ومئة، ويقال إن سكينة بنت الحسين بن علي رضي الله عنهما لقبته بهذا اللقب الذي هو الماجشون. والتميميّ في نسبه مر في السادس من بدء الوحي.
لطائف إسناده: منها أن فيه التحديث والعنعنة، ورواته ما بين كوفيّ ومدنيّ ومصري، ومر المواضيع التي أخرج فيها عند ذكره في الحديث الخامس والعشرين من كتاب العلم. ثم قال المصنف:
باب قول الله تعالى وما أوتيتم من العلم إلا قليلًا
كذا في رواية الكشميهنيّ، ولغيره في التفسير "وما أوتوا"، وقد ذكر في آخر الحديث. قال الأعمش: هي كذا في قراءتنا، وبيّن مسلم اختلاف الرواة فيها عن الأعمش، وهي مشهورة عن الأعمش، ولا مانع أن يذكرها بقراءة غيره. وقراءة الجمهور "وما أوتيتم" بل ليست هذه القراءة في السبعة، ولا في المشهور من غيرها. وقد أغفلها أبو عُبيد في "كتاب القراءات" له، من قراءة الأعمش. والأكثر على أن إلمخاطب بذلك اليهودُ، فتتحد القراءتان، نعم هي تتناول علم جميع الخلق بالنسبة إلى علم الله تعالى. وفي حديث ابن عباس "أن اليهود لما سمعوها قالوا أوتينا علمًا كثيراً: التوراة، ومن أوتى التوراة فقد أوتي خيرًا كثيرًا" فنزلت {قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي}[الكهف: ١٠٩] الآية. قال التِّرمذي: حسن صحيح. وقوله "إِلَّا قَلِيلًا" استثناء من العلم، أي إلا علمًا قليلًا، أو من الإعطاء أي الإعطاء قليلًا أو من ضمير المخاطب أو الغائب على القراءتين، أي إلا قليلًا منكم أو منهم.