يا رسول الله؟ قال: لأنكنَّ تُكثرنَ اللعنَ وتكفرَنَ العشيرَ"، فلا يبعد أن تكون هي التي أجابته أولاً بنعم فإن القصة واحدة فلعل بعض الرواة ذكر ما لم يذكره الآخر.
وقد روى الطبراني من وجه آخر عن أم سلمة الأنصارية وهي أسماء المذكورة أنها كانت في النسوة اللاتي أخذ عليهن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن لا نشرك بالله شيئًا ولا نسرق" الآية. ويأتي تعريفها قريبًا في السند.
وقوله:"قال فتصدقن" هو فعل أمر لهن بالصدقة والفاء سببية أو داخلة على جواب شرط محذوف تقريره إن كنتن على ذلك فتصدقن، ومناسبته للآية من قوله:"ولا يعصينك في معروف" فإن ذلك من جملة المعروف الذي أمرن به.
وقوله:"ثم قال هلمّ" القائل هو بلال وهو على اللغة الفصحى في التعبير بها للمفرد والجمع. وقوله:"لكن فدى" بضم الكاف وتشديد النون، وفدى بكسر الفاء والقصر.
وقوله:"قال عبد الرزاق الفَتَخ الخواتيم العظام كانت في الجاهلية" لم يذكر عبد الرزاق في أي شيء كانت تلبس، وقد ذكر ثعلب أنهن كن يلبسنها في أصابع الأرجل ولهذا عطف عليها الخواتيم؛ لأنه عند الإطلاق تنصرف إلى ما يلبس في الأيدي، وفي بعض طرقه عند مسلم هنا ذكر الخلاخيل، وحكى في الأصمعي أن الفَتَخ الخواتيم التي لا فصوص لها. فعلى هذا، هو من عطف الأعم على الأخص.
وفي الحديث جواز التفدية بالأب والأم وملاطفة العامل على الصدقة بمن يدفعها إليه.
وفيه بذل النصيحة والإغلاظ لمن احتيج فيه حقه إلى ذلك، والعناية بذكر ما يحتاج إليه لتلاوة آية الممتحنة، لكونها خاصة بالنساء. وقد تقدمت فوائد هذا الحديث عند ذكره في باب (عظة الإمام النساء) من كتاب "العلم".
[رجاله ثمانية]
وفيه ذكر أبي بكر وعمر وعثمان وبلال، وقد مرّ الجميع وفيه لفظ امرأة مبهمة، مرّ إسحاق بن نصر في تعليق بعد الحادي والعشرين من "العلم"، ومرَّ عطاء بن أبي رباح وبلال في التاسع والثلاثين منه، ومرَّ عثمان في تعليق بعد الخامس منه، ومرَّ ابن جريج في الثالث من الحيض، ومرَّ الحسن بن مسلم في التاسع والعشرين من الغسل، ومرَّ جابر في الرابع من بدء الوحي، وعمر في الأول مه، وعبد الله بن عباس في الخامس منه، وعبد الرزاق في الخامس والثلاثين من "الإيمان"، ومرَّ طاووس في باب (من لم ير الوضوء إلا من المخرجين) بعد الأربعين من "الوضوء"، ومرَّ أبو بكر في باب (من لم يتوضأ من لحم الشاة) بعد الحادي والسبعين منه.
والمرأة المبهمة في الحديث نفسه أن الراوي قال لا يدرى من هي، لكن قال في "الفتح"