(صنعاء) واسم الأرض (وج) وهي بلدة كبيرة على ثلاث مراحل أو اثنتين من مكة من جهة الشرق كثيرة الأعناب والفواكه. وروى الحافظ ابن عائشة في "مجالسه": "أن هذه الجنة كانت بالطائف فاقتلعها جبريل وطاف بها البيت سبعًا ثم ردّها إلى مكانها فوضعها في مكانها اليوم". وقيل: إن الدمون بن الصدف، واسم الصدف مالك بن مرتع بن كِندة من (حضرموت) أصاب دمًا في قومه في (حضرموت) نفر إلى (وج) ولحق بثقيف وحالف مسعود بنِ مُعَتِّب الثقفي، وكان له مال عظيم فقال: هل لكم في أن أبني لكم طوفًا عليكم يكون لكم ردءًا من العرب؟ فقالوا: نعم، فبناه وهو الطائف المطيف به"، وهذا القول نقله السهيلي في "الروض" عن البكري وأعرض عنه وذكر ابن الكلبي ما يوافقه، وقد ألف ابن فهد الهاشمي "تاريخًا" خصه بالطائف، وألف فيها غيره.
[لطائف إسناده]
فيه التحديث بالجمع والإِخبار بالجمع والإِفراد والقول والعنعنة، ورواية التابعي عن التابعي ورواته ما بين رازيّ وصنعانيّ ومكيّ وطائفيّ ويمانيّ على نسق مذكور فيه. أخرجه مسلم في الصلاة أيضًا. ثم قال المصنف:
[باب يلبس أحسن ما يجد]
أي: يوم الجمعة من الجائز أورد فيه حديث ابن عمر ووجه الاستدلال به من جهة تقريره -صلى الله عليه وسلم- لعمر على أصل التجمل للجمعة، وقصر الإنكار على لبس مثل تلك الحلة لكونها كانت حريرًا، وتعقبه الداودي بأنه ليس في الحديث دلالة على الترجمة، وأجاب ابن بطال بأنه كان معهودًا عندهم أن يلبس الرجل أحسن ثيابة للجمعة، وتبعه ابن التين.
قلت: ما قالاه لا تؤخذ منه دلالة الحديث على الترجمة: والمتقدم أولى، وقد ورد الترغيب في ذلك في حديث أبي أيوب وعبد الله بن عمرو عند ابن خزيمة بلفظ "ولبس من خير ثيابه"، ولأبي داود عن أبي سعيد وأبي هريرة نحو حديث سلمان وفيه "ولبس من أحسن ثيابه". وفي "الموطأ" عن يحيى بن سعيد الأنصاري أنه بلغه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "ما على أحدكم لو اتخذ ثوبين لجمعته سوى ثوبي مهنته" ووصله ابن عبد البر في "التمهيد" عن عمرة عن عائشة، ولحديث عائشة طريق عند ابن خزيمة وابن ماجه.