قوله:"فأفضنا يوم النحر" أي: طفنا طواف الإفاضة، وهو موافق للترجمة، وذكر فيه قصة صفية، وقد مرَّ استيفاء الكلام عليها في باب المرأة تحيض بعد الإفاضة من كتاب الحيض، وقبل قليل بزيادة في باب التمتع والإفراد والقِران.
[رجاله ستة]
وفيه: ذكر أم المؤمنين صفية، وقد مرَّ الجميع: مرَّ يحيى بن بكير والليث في الثالث من بدء الوحى، ومرَّ أبو سلمة في الرابع منه، وعائشة في الثالث منه، ومرَّ جعفر بن ربيعة في الرابع من التيمم، ومرَّ الأعرج في السابع من الإيمان، ومرت صفية في الثالث والثلاثين من الحيض.
ثم قال:
ويذكر عن القاسم وعروة، والأسود، عن عائشة رضي الله تعالى عنها أفاضت صفية يوم النحر. وغرضه بهذا أن أبا سلمة لم ينفرد بذلك عن عائشة، وإنما لم يجزم به لأن بعضهم أورده بالمعنى كما نُبَيِّنُه، فلفظ القاسم عن عائشة قالت: كنا نتخوف أن تحيض صفية قبل أن تفيض، فجاءنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال:"أحابستنا صفية؟ " قلنا: قد أفاضت، قال:"فلا إذًا" ولفظ عروة عنها أن صفية حاضت بعدما أفاضت، ولفظ الأسود عنها: حاضت صفية فقال: "أطافت يوم النحر" فقيل: نعم.
وأما طريق القاسم، فقد أخرجه مسلم، وأما طريق عروة، فقد أخرجه البخاري في المغازي، وأما طريق الأسود، فقد أخرجه موصولًا في باب الإدلاج من المحصب، وقد مرَّ القاسم في الحادي عشر من الغسل، ومرَّ عروة مع عائشة في الثاني من بدء الوحي، ومرَّ الأسود في السابع والستين من العلم، ومرَّ محل صفية في الذي قبله.