قلت: وهي في الغالب فيها التشمير للخدمة، قالها ابن بطال ومن تبعه. قال في "الفتح": وفيه نظر، لأنه يحتاج إلى ثبوت أنه كان له هيئتان، ثم لا يلزم من ترك ذكر التهيئة للصلاة عدم وقوعه، وفيه الترغيب في التواضع وترك التكبر وخدمة الرجل أهله، وترجم عليه المؤلف في الأدب كيف يكون الرجل في أهله.
وعند أبي سعيد عن عائشة قالت "كان ألين الناس وأكرم الناس، وكان رجلًا من رجالكم، إلا أنه كان بَسّامًا" قال ابن بطال: من أخلاق الأنبياء التواضع والبعد عن التنعم، وامتهان النفس ليستن بهم، ولئلا يخلدوا إلى الرفاهية المذمومة، وقد أشير إلى ذمها بقوله:{وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلًا}[المزمل: ١١].
[رجاله ستة]
مروا جميعًا، مرَّ آدَمُ وشُعْبَةُ في الثالث من الإيمان، ومرَّ الحكم في السابع من بدء الوحي، ومرت عائشة في الثاني منه، ومرَّ إبراهيم بن يزيد في الخامس والعشرين من الإيمان، ومرَّ الأسود بن يزيد في السابع والستين من العلم.
[لطائف إسناده]
فيه التحديث بصيغة الجمع والعنعنة والسؤال والقول، ورواية الرجل عن خاله، وهو إبراهيم عن الأسود، أخرجه البخاريّ في الأدب أيضًا والنفقات، والتّرمذيّ في الزهد. ثم قال المصنف:
[باب من صلى بالناس وهو لا يريد إلا أن يعلمهم صلاة النبي -صلى الله عليه وسلم- وسنته]