للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المطبوخ، وفي حديث علي المروي عند أبي داود قال: "نهى عن أكل الثوم إلا مطبوخًا". وفي حديث معاوية بن قرة عن أبيه أنه -صلى الله عليه وسلم- "نهى عن هاتين الشجرتين، وقالَ: مَنْ أكلَهما فلا يقربنَّ مسجدَنا، وقال: إنْ كنتُم لابدّ أكليهما فاميتوهما طبخًا" رواه أبو داود أيضًا ثم قال: وقال مخلد بن يزيد عن ابن جريج: "إلا نتنه" أي: بنونين مفتوحتين بينهما مثناة ساكنة أي: قال نتنه بدل نيئه، والمراد به الرائحة الكريهة.

قال في " الفتح" لم أجد طريق مخلد هذه موصولة بالإسناد المذكور، وقد أخرج السَّراج هذا الحديث عن مخلد لكن عن أبي الزبير بدل عطاء عن جابر، ولم يذكر المقصود من التعليق المذكور إلا أنه قال فيه: "ألمْ أنهَكُم عن هذه البقلةِ الخبيثةِ أو المنتنةِ" فإن كان أشار إلى ذلك وإلا فما أظنه إلا تصحيفًا. فقد رواه أبو عَوانة في "صحيحه" عن ابن جريج كما قال أبو عاصم ورواه عبد الرزاق عن ابن جريج بلفظ أراه يعني النيئة التي لم تطبخ وكذا لأبي نعيم في "المستخرج" عن ابن جريج بلفظ: "يريد النيء الذي لم يطبخ" وهو تفسير للنيء بأنه الذي لم يطبخ، وهو حقيقته كما مرّ وقد يطلق على أعم من ذلك وهو ما لم ينضج، فيدخل فيه ماطبخ قليلاً ولم يبلغ النضج، وقد وقع حديث جابر هذا مقدمًا على سابقه في بعض الأصول وعليه "شرح العيني".

[رجاله خمسة]

قد مروا، وفيه ذكر مخلد بن يزيد، مرّ عبد الله بن محمد المسندي في الثاني من الإيمان، ومرّ عاصم النبيل في أثر بعد الرابع من العلم، ومرَّ عطاء بن أبي رباح في التاسع والثلاثين منه، ومرّ ابن جريج في الثالث من الحيض، ومرّ جابر بن عبد الله في الرابع من بدء الوحي، ومَخلد بفتح الميم بن يزيد القرشي الحراني أبو يحيى، ويقال أبو خداس، ويقال أبو الحسن، ويقال أبو خالد. ذكره ابن حِبّان في "الثقات" وقال ابن معين وأبو داود: ثقة، وقال أبو حاتم: صدوق وسئل علي بن ميمون عنه فقال: كان قرشيًا نعم الشيخ. وقال أحمد: لا بأس به وكان يهم، وكذا قال الساجي وزاد قدم عليه أحمد مسكين بن بكير، وأنكر له أبو داود حديثًا وصله قال في المقدمة أخرج له البخاري أحاديث قليلة من روايته عن ابن جريج توبع عليها وروى له مسلم والباقون سوى الترمذيّ. روى عن يحيى بن سعيد الأنصاري وابن جريج والأوزاعي ومسعر وغيرهم. وروى عنه أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه ومحمد بن سلام البيكندي وابنا أبي شيبة وغيرهم. مات سنة ثلاث وتسعين ومئة.

[لطائف إسناده]

فيه التحديث بالجمع والإخبار بالجمع والإفراد والقول والسماع. ورواته ما بين مكيّ وبخاريّ وبصريّ أخرجه مسلم في "الصلاة" والنسائي فيها وفي "الوليمة" والتِّرمِذِيّ في "الأطعمة".

<<  <  ج: ص:  >  >>