سقطت هذه الترجمة للأصيلي، وثبتت لغيره، وهو أوجه. قال الزين بن المنير: تضمنت هذه الترجمة الاستفهام عن الكيفية مع أنها مبينة، لكنها لما كانت تحتمل أن تكون خاصة بذلك الرجل، وأن تكون عامة لكل محرم، آثر المصنف الاستفهام. قال في الفتح: والذي يظهر أن المراد بقوله: "كيف يكفن" أي: كيفية التكفين، ولم يرد الاستفهام، وكيف يظن به أنه متردد فيه وقد جزم قبل ذلك بأنه عام في حق كل أحد، حيثُ ترجم بجواز التكفين في ثوبين.
قوله: فإن الله يبعثه يوم القيامة ملبيًا، كذا للمستملي، وللباقين مُلَبَّدًا، بدال بدل التحتانية، والتلبيد جمع الشعر بصمغ أو غيره، ليخف شَعَثُه، وكانت عادتهم في الإِحرام أن يصنعوا ذلك، وقد أنكر عِياض هذه الرواية, وقال: ليس قوله "ملبدًا" فاسد المعنى، بل توجيهه ظاهر، وهو أن الله تعالى يبعثه على هيأته التي مات عليها، وهذا الحديث رواية من الذي قبله.
[رجاله خمسة]
قد مرّوا، مرَّ محل أبي النعمان وسعيد وابن عباس في الذي قبله بحديث، ومرَّ أبو عُوانة في الخامس من بدء الوحي، ومرَّ أبو بشر جعفر بن أبي وَحْشِية في الثاني من العلم.