صاحب الإِمام الشافعيَّ، والنسبة إليه الثَّوْرِيّ، منهم أبو القاسم الجُنيد الزاهد الثَّورْي، كان يفتي على مذهبه.
الرابع: عامر بن شراحيل الشَّعبيّ، وقد مر في الثالث من كتاب الإيمان, ومر أبو بُردة وأبو موسى في الرابع منه أيضًا.
لطائف إسناده: منها أن فيه التحديث والإخبار والعنعنة، ومنها أن رواته كلهم كوفيون ما خلا ابن سلام وفيه رواية تابعيّ عن تابعيّ، وقوله:"أنبأنا المحاربيّ"، وفي رواية كريمة "حدثنا المحاربي"، وليس له عند البخاري سوى هذا الحديث، وحديث آخر، وفي الحديث "قال عامر" تقديره "قال صالح: قال عامر" وعادتهم حذف "قال" إذا تكررت خطًا لا نطقًا. أخرجه البخاريّ هنا، وأخرجه أيضًا في العتق عن محمد بن كثير، وفي الجهاد عن علي بن عبد الله، وفي أحاديث الأنبياء عن محمد بن مقاتل، وفي النكاح عن موسى بن إسماعيل، ومسلم في الإِيمان عن يحيى ابن يحيى وغيره، والتِّرْمِذي في النكاح عن ابن أبي عمر وقال: حسن. والنَّسائِيّ فيه عن يعقوب بن إبراهيم، وابن ماجة عن أبي سعيد الأَشج.
ثم قال المصنف
[باب عظة الإمام النساء وتعليمهن]
نبه بهذه الترجمة على أن ما سبق من الندب إلى تعليم الأهل ليس مختصًا بأهلهم، بل ذلك مندوب للإمام الأعظم، ومن ينوب عنه، واستفيد الوعظ بالتصريح من قوله في الحديث "فوَعَظَهُنَّ" وكانت الموعظة بقوله "إني رأيتكن أكثر أهل النار لأنكن تكثرن اللَّعْن وتكفرن العشير" واستفيد التعليم من قوله "وأمرهن بالصدقة" كأنه أعلمهن أن في الصدقة تكفيرًا لخطاياهن.