وقوله:"إذا مطرت" كذا لأبي ذر من الثلاثى وللباقين "أمطرت" من الرباعى وهما بمعنى عند الجمهور. وقيل يقال: مطر في الخير وأمطر في الشر.
وقال "ابنُ عباس: كصيِّبِ المطرِ".
وهذا هو قول الجمهور، وقال بعضهم: الصيب السحاب، ولعله أطلق ذلك مجازًا.
قال ابن المنير: مناسبة أثر ابن عباس لحديث عائشة لما وقع في حديث الباب المرفوع قوله: "صيبا" قدم المصنف تفسيره في الترجمة، وهذا يقع له كثيرًا، وقال أخوه الزين: وجه المناسبة أن "الصيب" لما جرى ذكره في القرآن قرن بأحوال مكروهة، ولما ذكر في الحديث وصفه بالنفع أراد أن يبيّن بقول ابن عباس أنه المطر وأنه ينقسم إلى نافع وضار.
وهذا التعليق وصله أبو جعفر الطبري عن علي بن أبي طلحة عنه بذلك. وابن عباس مرّ في الخامس من "بدء الوحي".
ثم قال:
وقال غيره صابَ وأصابَ يصُوبُ.
كذا وقع في الروايات وقد استشكل من حيث أن يصوب مضارع صاب، وأما أصاب فمضارعه يصيب.
قال أبو عبيدة: الصيب تقديره من الفعل سيد وهو من صاب يصوب، فلعله كان في الأصل صاب وانصاب كما حكاه صاحب "المحكم" فسقطت النون كما سقطت ينصاب بعد يصوب، أو المراد ما حكاه صاحب "الأفعال" صاب المطر يصوب إذا نزل فأصاب الأرض فوقع فيه تقديم وتأخير، فقدم الناسخ لفظة أصاب على يصوب. ولم أر من سمى الغير المذكور.