وظاهر الحديث أن الله يصور نفس المال بهذه الصفة، وفي حديث جابر عند مسلم: الأمثل له كما هنا، قال القرطبي: أي صورًا، ونَصَب وأقيم من قولهم مثل قائمًا أي: منتصبًا. وقوله: "ثم تلا: {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ} الآية. في حديث ابن مسعود عند الشافعي والحميدي، ثم قرأ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فذكر الآية، ونحوه في رواية التِّرْمِذِيّ قرأ مصداقه:{سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} وفي هذين الحديثين تقوية لقول مَنْ قال: المراد بالتطويق في الآية الحقيقةُ خلافًا لمن قال إن معناه سيطَوَّقون الإثم.
وفي تلاوة النبي -صلى الله عليه وسلم- الآية، دلالةٌ على أنها نزلت في مانعي الزكاة، وهو قول أكثر أهل العلم بالتفسير، وقيل إنها نزلت في اليهود الذين كتموا صفة النبي -صلى الله عليه وسلم-، وقيل: نزلت فيمن له قرابة لا يصلهم، قاله مسروق.
[رجاله ستة]
قد مرّوا، مرَّ علي بن المَدِينيّ في الرابع عشر من العلم، ومرَّ هشام بن القاسم في التاسع من الوضوء وعبد الرحمن بن عبد الله بن دينار في الثامن والثلاثين منه، ومرَّ أبوه عبد الله بن دينار وأبو صالح وأبو هريرة في الثاني من الإيمان.
[لطائف إسناده]
فيه التحديث بالجمع والعنعنة، وشيخه من أفراده، وهو بَصْريّ، وهاشم خراسانيّ، والباقون مدنيون. وفيه رواية الابن عن الأب. أخرجه البخاريّ أيضًا في التفسير، والنَّسائيّ في الزكاة. ثم قال المصنف: