قوله:"القادمين" صفة للحاج لأنه يقال للمفرد والجمع مجازًا واتساعًا، كقوله تعالى:{سَامِرًا تَهْجُرُونَ} قال في الكشاف: السامر نحو الحاضر في الإطلاق على الجمع.
وقوله:"والثلاثة" بالجر عطفًا على استقبال أي: وباب الثلاثة على الدابة أي: ركوب الثلاثة.
وقوله:"استقبله" في رواية الكشميهني استقبلته، وأغيلمة تصغير غلمة وهو جمع غلام، والتصغير على غير قياس والقياس غليمة، وقال ابن التين: كأنهم صغروا أغلمة على القياس، وإن كانوا لم ينطقوا بأغلمة ونظيره أصيبية، وإضافتهم إلى عبد المطلب لكونهم من ذريته، قال في القاموس: الغلام الطارّ الشارب، والكهل ضده أو من حين يولد إلى أن يُشب، جمعه أغلمة، وغلمة، وغلمان، وهي غلامة.
وقوله:"فحمل واحدًا بين يديه، والآخر خلفه" قد جاء في آخر كتاب اللباس في باب الثلاثة على الدابة تفسيرهما في حديث ابن عباس قال: أتى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وقد حمل قيم بين يديه، والفضل خلفه، أو قثم خلفه، والفضل بين يديه، وأخرج مسلم وأبو داود والنسائي عن مورق العجلي: حدثني عبد الله بن جعفر قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا قدم من سفر تلقي بنا، فيلقّى بي وبالحسن أو بالحسين، فحمل أحدنا بين يديه، والآخر من خلفه، حتى دخلنا المدينة، وأخرج أحمد والنسائي عن عبد الله بن جعفر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- حمله خلفه، وحمل قثم ابن العباس بين يديه، وليس فيما روى عن عبد الله بن جعفر ذكر لكون التلقي كان بمكة، بل في الأول التصريح بأنه بالمدينة، والثاني لم يقع فيه تصريح بشيء فيحمل على المصرح به، وفي القسطلاني أن الراكب بين يديه عبد الله بن جعفر، والراكب خلفه قثم بن العباس،