للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اليمنى، ثم يمسح اليسار باليمنى كذلك، ثم يمسح إحدى الراحتين بالأخرى، ويخللهما.

وهذه إحدى كيفيتين عندنا معاشر المالكية، والأخرى مثلها، إلَّا أنه إذا مسح باطن ذراع اليمنى إلى الكوع، يقدم مسح راحتها وتخليل أصابعها على اليسرى، ثم يفعل باليسرى كذلك. والتخليل عندنا مندوب لا غير. وقوله: فقال عبد الله، أي بالفاء، ولأبويّ ذَرٍّ والوقت "قال" بدون فاء. وقوله: ألم تر عمر، في رواية الأصيليّ وكريمة "أفلم" بزيادة فاء. وعند مسلم عن عبد الرحمن بن أبزى: إن عمر قال لعمار: اتَّقِ اللهَ يا عمّار. قال: إن شئت لم أحدّث به. فقال عمر: نوليك ما توليت. ومعنى قول عمر: اتق الله، أي فيما ترويه، وتثبت فيه، فلعلك نسيت واشتبه عليك، فإني كنت معك، ولا أتذكر شيئًا من هذا. ومعنى قول عمار: إن كنت رأيت المصلحة في الإمساك عن التحديث به راجحةً على التحديث به، وافقتُكَ وأمسكت، فإني قد بلَّغته، فلم يبق عليّ فيه حرج. فقال له عمر: نوليك ما توليت، فإنه لا يلزم من كوني لا أتذكره أن لا يكون حقًا في نفس الأمر، فليس لي منعك من التحديث به.

رجاله ستة، وفيه ذكر عمار:

الأول: محمد بن سلام، وقد مرَّ في الثالث عشر من كتاب الإيمان، ومرَّ أبو معاوية في الثالث منه، ومرَّ عمار بن ياسر في الحادي والأربعين منه، وذكر محال الباقين قبل هذا بحديث.

ثم قال: زاد يعلى عن الأعمش عن شقيق قال: كنت مع عبد الله وأبي موسى، فقال أبو موسى: ألم تسمع قول عمار لعمر: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعثني أنا وأنت فاجنبتُ فتمعكتُ بالصعيد، فأتينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: فأخبرناه فقال: إنما كان يكفيك هكذا، ومسح وجهه وكفيه واحدة.

قوله: بعثني أنا وأنت لا يقال، كان الوجه أن يقال بعثني إياي وإياك، لأن أنا ضمير رفع، فكيف يقع تأكيدًا للضمير المنصوب؟ والمعطوف في حكم

<<  <  ج: ص:  >  >>