قوله:"وراث علينا"، الواو للحال، وراث، بمثلثة غير مهموز، أي: أبطأ علينا، وقوله:"من وقت قيامه"، أي: الذي جرت عادته بالقعود معهم فيه كل ليلة في المسجد، لأخذ العلم عنه. وقوله:"ثم قال"، أي: الحسن. وقوله:"قال أنس: نظرنا"، في رواية الكُشمَيهنيّ:"انتظرنا" وهما بمعنى. وقوله:"حتى كان شطرُ الليل" برفع شطر، وكان تامة. وقوله:"يبلغه"، أي: يقرب منه. وقوله:"ثم خطبنا"، هو موضع الترجمة، لما قررناه من أن المراد بقوله:"بعدها"، أي: بعد صلاتها، وأورد الحسن ذلك لأصحابه مؤنسًا لهم، ومعرفًا أنهم، وإن كانوا فاتهم الأجر على ما يتعلمونه منه في تلك الليلة على ظنهم، فلم يفتهم الأجر مطلقًا؛ لأن منتظر الخير في خير، فيحصل لهم الأجر بذلك.
والمراد أنه يحصل لهم الخير من ذلك في الجملة، لا من جميع الجهات، وبهذا يجاب عمن استَشكَل قوله:"إنهم في صلاة"، مع أنهم جائز لهم الأكل والشرب، والحديث، وغير ذلك. واستدل الحسن على ذلك بفعل النبي صلى الله تعالى عليه وسلم، فإنه آنس أصحابه بمثل ذلك، ولهذا قال الحسن بعد: