للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يذكر رب اغفر لي، ولا دعاء، وقال في أوله: ما من عبدٍ يتعارّ من اللَّيل بدل قوله "من تعارّ" لكن تخالف اللفظ في هذه أخف من التي قبلها.

وقوله: "له الملكُ وله الحمد" زاد عَلِيّ بن المَدِيْنِيّ عن الوليد "يُحيي ويميت"، أخرجه أبو نعيم في "الحلية" من وجهين عنه. وقوله: "الحمد لله وسبحان الله" زاد في رواية كريمة "لا إله إلا الله" وكذا عند الإسماعيليّ والنَّسائيّ والتِّرمِذِيّ وابن ماجه وأبي نعيم في الحلية ولم تختلف الروايات في البخاريّ على تقديم الحمد على التسبيح، لكن عند الإسماعيليّ بالعكس، والظاهر أنه من تَصرُّف الرواة؛ لأن الواو لا تستلزم الترتيب. وقوله: "لا حول ولا قوة إلا بالله" زاد النَّسائيّ وابن ماجه وابن السني: "العليّ العظيم".

وقوله: "ثم قال: اللهم اغفر لي، أو دعا، كذا فيه بالشك، ويحتمل أن تكون للتنويع، ويؤيد الأول ما عند الإسماعيلي بلفظ: "ثم قال رب اغفر لي غفر له" أو قال: "فدعا استجيب له" شك الوليدُ، وكذا عند أبي داود وابن ماجه بلفظ: "غفر له" قال الوليد: أو قال: "دعا استجيب له" وفي رواية عَلِيّ بن المَدِينيّ: "ثم قال رب اغفر لي" أو قال: "ثم دعا" واقتصر في رواية النَّسائيّ على الشق الأول.

وقوله: استجيب، زاد الأصيلي "له"، وكذا في الروايات. وقوله: "فإن توضأ وصلّى" كذا في رواية أَبوَي ذر والوقت، وكذا الإسماعيليّ: وزاد في أوله: "فإن هو عزم فقام وتوضأ وصلّى" وكذا في رواية علي بن المَدِينيّ. قال ابن بطّال: وعد الله على لسان نبيه أنّ مَنْ استيقظ من نومه لَهِجًا لسانه بتوحيد ربه، والإذعان له بالملك، والاعتراف بنعمة يحمده عليها، وينزهه عمّا لا يليق به بتسبيحه: والخضوع له بالتكبير، والتسليم له بالعجز عن القدرة، إلا بعونه أنه إذا دعاه أجابه، وإذا صلى قبلت صلاته، فينبغي لمن بلغه هذا الحديث أن يغتنم العمل به، ويخلص نيته لربه تعالى.

وقوله: "قبلت صلاته"، قال ابن المنير: وجه ترجمة البخاريّ بفضل الصلاة، وليس في الحديث إلا القبول، وهو من لوازم الصحة سواء كانت فاضلة أو مفضولة؛ لأن القبول في هذا الموطن أرجى منه في غيره، ولولا ذلك لم يكن في الكلام فائدة، فلأجل قرب الرَّجاء فيه من اليقين تَمَيَّزَ على غيره وثبت له الفضل. والذي يظهر أن المراد بالقبول هنا قدر زائد على الصحة، ومن ثَمَّ قال الداوديّ ما محصله: من قَبلَ الله له حسنة لم يعذبه؛ لأنه يعلم عواقب الأُمور، فلا يقبل شيئًا ثم يحبطه، وإذا أمن الإحباط أمن التعذيب. ولهذا قال الحسن: وددت أني أعلم أن الله قبل لي سجدة واحدة. وقال أبوَ عبد الله الغَرْبريّ الراوي عن البخاري: أجريت هذا الذكر على لساني عند انتباهي، ثُمَّ نمت فأتاني آتٍ، فقرأ. {وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ}.

[رجاله ستة]

مرّ منهم صدقة بن الفضل في السادس والخمسين من العلم، ومرّ الأوزاعيَّ في العشرين منه،

<<  <  ج: ص:  >  >>