يعتمر في تلك السنة بعد فراغ حجه، وهذا أبعد من الذي قبله لأنه -صلى الله عليه وسلم- لم يفعل ذلك، نعم يحتمل أن يكون أمران يقول ذلك لأصحابه ليعلمهم مشروعية القِران وهو كقوله:"دخلت العمرة في الحج"، قاله الطبري، واعترضه ابن المنيِّر، فقال: ليس نظيره؛ لأن قوله:"دخلت"، الخ، تأسيس قاعدة، وقوله:"عمرة في حجة" بالتنكير يستدعي الوحدة، وهو إشارة إلى الفعل الواقع من القِران إذ ذاك، ويؤيده ما يأتي في كتاب الاعتصام بلفظ:"عمرة وحجة" بواو العطف.
وفي الحديث: فضل العقيق كفضل المدينة، وفضل الصلاة فيه.
وفيه استحباب نزول الحاج في منزلة قريبة من البلد، ومبيتهم بها ليجتمع إليهم من تأخر عنهم ممن أراد مرافقتهم، وليستدرك حاجته من نسيها مثلًا، فيرجع إليها، وليعلم أهل القادم به، فتستحد المغيبة، وتمتشط الشعثة. أ. هـ.
رجاله ثمانية قد مرّوا:
مرّ الحميدي وعمر بن الخطاب في الأول من بدء الوحي، ومرّ ابن عباس في الخامس منه، ومرّ الوليد بن مسلم في السادس والثلاثين من مواقيت الصلاة، ومرّ بشر بن بكر في متابعة بعد الستين من الجماعة، ومرّ الأوزاعي في العشرين من العلم، ومرّ يحيى بن أبي كثير في الثالث والخمسين منه، ومرّ عكرمة في السابع عشر منه. أ. هـ.
[لطائف إسناده]
فيه التحديث بالجمع والإفراد والعنعنة والسماع والقول، وسنده دمشقيان، ويمامي، ومدني، ومكي. أخرجه البخاري في المزارعة، وفي الاعتصام، وأبو داود وابن ماجه في الحج. أ. هـ.