وبينهما ضعيف، فيسقط الضعيف ويروي الحديث عن شيخه الثقة عن الثقة الثاني بلفظ محتمل، فيستوي الإِسناد كله عن ثقات، وإنما كان هذا شر الأقسام، لأن الثقة الأول قد لا يكون معروفًا بالتَّدْليس، ويجده الواقف على السند بعد التسوية قد رواه عن ثقة آخر، فيحكم له بالصحة، وفيه غرور شديد، وقال ابن حَجَر: إن هذا الثالث نوع من تدليس الإِسناد، فالتدليس نوعان: تدليس إسناد، وتدليس شيوخ. وإلى هذا الثالث أشار العراقي بقوله متصلًا بلفظه المار:
سمي المدبج بذلك أخذًا من ديباجتي الوجه، وهما الخدان، لتساويهما وتقابلهما، أو من التدبيج بمعنى التزيين، يقال: دَبَجَ الأرض المطرُ إذا أصابها، وسواء كان المدبج بواسطة أو بدونها، كأن يروي الليث عن يزيد بن الهادي عن مالك، ويروي مالك عن يزيد عن الليث.
ومثاله بدونها رواية كل من أبي هُريرة وعائشة عن الآخر. ومثال غير المُدَّبجِ رواية الأَعْمش عن التَّيْمِيّ، فإنه روى عن التيمي، وهما قرينان، وقد يجتمع جماعة من الأقران في سلسلة، كرواية أحمد عن أبي خَيْثمة زهير ابن حَرْب، عن ابن معين، عن علي بن المَدِينيّ، عن عُبيد الله بن مُعاذ لحديث أبي سلمة عن عائِشة: كان أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - يأخذن من شعورهن حتى تكون كالوفرة، فالخمسة أقران.