مرَّ مسدد في السادس من الإيمان, ومرَّ أبو الأحوص في العشرين من صفة الصلاة، ومرَّ الأشعث في الثالث والثلاثين من الوضوء، ومرَّ الأسود بن يزيد في السابع والستين من العلم، ومرّت عائشة في الثاني من بدء الوحي.
قوله:"عن أبيه، عن عائشة" كذا رواه مسلم عن أبي معاوية، والنسائي عن عبدة بن سليمان، وأبو عوانة عن علي بن مسهر، وأحمد عن عبد الله بن نمير كلّهم عن هشام، وخالفهم القاسم بن معن، فرواه عن هشام، عن أبيه، عن أخيه عبد الله بن الزبير، عن عائشة، أخرجه أبو عوانة، ورواية الجماعة أرجح، فإنَّ رواية عروة عن عائشة لهذا الحديث مشهورة من غير هذا الوجه، وسيأتي في التي بعد هذه عن يزيد بن رومان عنه، وكذا لأبي عوانة عن قتادة وأبي النضر كلاهما عن عروة، عن عائشة بغير واسطة، ويحتمل أن يكون عروة حمل عن أخيه، عن عائشة منه شيئًا زائدًا على روايته عنها، كما وقع للأسود بن يزيد مع ابن الزبير في كتاب العلم.
وقوله:"وجعلت له خلفًا" بسكون اللام وضم التاء من جعلت، عطفًا على قوله لبنيته، وضبطها القابسي بفتح اللام وسكون المثناة عطفًا على استقصرت وهو وهم فإن قريشًا لم تجعل له بابًا من خلف وإنما هم النبي -صلى الله عليه وسلم- بجعله فلا يغتر بمن حفظ هذه الكلمة بفتح ثم سكون.
وقوله:"خلفًا" بفتح المعجمة وسكون اللام بعدها فاء، وقد فسره في الرواية المعلقة الآتية، فقال: يعني بابًا، أي: آخر من خلف يقابل الباب المقدم، وضبطه الحربي في "الغريب" بكسر الخاء المعجمة، قال: والخالفة عمود في مؤخر البيت، والصواب الأول، وبينه قوله في الرواية الرابعة: وجعلت لها بابين.