اهل الكشف والمشاهدات أنهم يشاهدون تلك الأنوار واصلةٌ إلى حدود الحرم، فحدود الحرم موضع وقوف الملائكة، وقيل: إن الخليل لما وضع الحجر الأسود في الركن أضاء له نور وصل إلى أماكن الحدود، فجاءت الشياطين فوقفت عند الأعلام فبناها الخليل عليه السلام حاجزًا.
رواه مجاهد، عن ابن عباس.
وعنه: أن جبريل عليه السلام أَرى إبراهيم عليه السلام موضع أنصاب الحرم فنصبها، ثم جددها إسماعيل عليه السلام، ثم جددها قُصيُّ بن كلاب، ثم جددها النبي -صلى الله عليه وسلم-، ثم لما ولي عمر رضي الله تعالى عنه بعث أربعة من قريش فنصبوا أنصاب الحرم، ثم جددها معاوية رضي الله تعالى عنه، ثم عبد الملك بن مروان.
وقوله:"وقوله تعالى" بالجر، عطف على المجرور قبله بالإضافة، ووجه تعلق الآية بالترجمة من جهة إضافة الربوبية إلى البلدة، فإنه على سبيل التشريف لها، وهي أصل الحرم.
وقوله:"أولم نمكن لهم حرما آمناً، الآية" روى النسائي في "التفسير" أن الحارث بن عامر بن نوفل قال للنبي -صلى الله عليه وسلم- إن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا، فأنزل الله عز وجل ردًا عليه:{أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا}، الآية، أي: الله جعلهم في بلد أمين، وهم منه في أمان في حال كفرهم، فكيف لا يكون أمنًا لهم بعد أن أسلموا وتابعوا الحق.
قوله:"ولا ينفر صيده"، أي: لا يزعج من مكانه، فإن نفره عصى سواء تلف أم لا، لكن إن تلف في نفاره قبل السكون ضمن دمه بالتنفير لأنه إذا حرم التنفير فالإتلاف أولى.
وقوله:"ولا يلتقط لقطته" بفتح القاف وسكونها، قال الأزهري والمحدثون: لا يعرفون عبر الفتح، ونقل الطيبي عن صاحب "شرح السنة" أنه قال: اللقطة بفتح القاف، والعامة تسكنها، وقال الخليل: هو بالسكون، وأما الفتح فهو كثير الالتقاط، قال الأزهري: هو