أي: الذي حُمِدَ مرة بعد مرة أو الذي تكاملت فيه الخِصال المحمودة.
قال عِياض: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحمد قبل أن يكون محمدًا، كما وقع في الوجود، لأنّ تسميته أحمد وقعت في الكتب السالفة، وتسميته محمدًا وقعت في القرآن العظيم، وذلك أنه حَمِدَ ربه قبل أن يَحمده الناس، وكذلك في الآخرة يحمد ربه، فَيُشَفِّعُهُ، فيَحْمَدُه الناس، وقد خُصَّ بسورة الحمد، ويلائمه الحمد، وبالمقام المحمود، وشُرعَ له الحمد بعد الأكل، وبعد الشرب، وبعد الدعاء، وبعد القدوم من السفر، وسميت أمته الحمادين، فجمعت له معاني الحمد وأنواعه - صلى الله عليه وسلم -.
قلت: قول عِياض: إنه عليه الصلاة والسلام كان أحمد قبل أن يكون محمدًا، غير ظاهر بالنسبة إلى ما في الكتب السالفة والقرآن، لأنّ ما في الجميع كلام الله تعالى، وهو قديم أزلي، فكان من حقه أن يجعل من ذلك بالنسبة إلى الظهور للبشر، لا بالنسبة للمعنى القديم، والله تعالى أعلم.
[معنى أحمد]
وأما أحمد، فهو من باب التفضيل، وقيل: سمي أحمد لأنه علم منقول من صفة، وهي أفعل التفضيل، ومعناه: أحمد الحامدين، وسبب ذلك ما ثَبَتَ في "الصحيح" أنه يُفتح عليه في المقام المحمود بمحامد لم يُفْتح بها على أحد قبله، وقيل: الأنبياءُ حمّادون، وهو أحمدهم، أي أكثرهم حمدًا، أو أعظمهم في صفة الحمد. وما مر من كَوْن "وشق له من اسمه ليجله" من قول أبي طالب خلاف ما ذكره في "المواهب اللدنية" من كونه لحسان بن ثابت، وذكر قبله بيتين: