وروى الواقدي عن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في مرضه:"ادعو لي أخي، فدُعي له عليّ، فقال: ادْنُ مني، قال: فلم يزل مستندًا إليّ، وإنه ليكلمني حتى نزل به، وثقل في حجري، فصحت: يا عباس، أدركني، فإني هالك، فجاء العباس فكان جهدهما جميعاً أن أضجعاه" فيه انقطاع مع الواقدي، وعبد الله فيه لين، قلت: وفي لفظه نكارة، وبه عن أبيه عن علي بن الحسن "قبض ورأسه في حجر عليّ" فيه انقطاع، وعن الواقدي عن أبي الحويرث عن أبيه عن الشعبيّ "مات ورأسه في حجر عليّ" فيه الواقديّ والانقطاع.
وأبو الحويرث اسمه عبد الرحمن بن معاوية بن الحارث المدنيّ قال مالك: ليس بثقة، وأبوه لا يعرف حاله، وعن الواقديّ عن سليمان بن داود بن الحُصين عن أبيه عن أبي غطفان، سألت ابن عباس قال: توفي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو إلى صدر عليّ، قال: فقلت: فإن عروة حدّثني عن عائشة قالت: توفي النبي -صلى الله عليه وسلم- بين سَحْري ونحري، فقال ابن عباس: لقد توفي وإنه لمستند إلى صدر عليّ، وهو الذي غسله، وأخي الفضل وأبي أبي أن يحضر.
فيه الواقدي وسليمان لا يعرف حاله، وأبو غَطَفان بفتحات، اسمه سعد، وثَّقَه النَّسَائيّ، وأخرج الحاكم في الإكليل عن حَبّة العَدَنِيّ عن عليّ أسندته إلى صدري، فسألت نفسه" وحبة ضعيف، وعن أُم سلمة قالت: عليٌّ آخرهم عهدًا برسول الله -صلى الله عليه وسلم-. وحديث عائشة أثبت من هذا, ولعلها أرادت آخر الرجال به عهدًا، ويمكن الجمع بأن يكون علي آخرهم عهدًا به، وأنه لم يفارقه حتى مال، فلما مال ظن أنه مات، ثم أفاق بعد أن توجه فأسنَدَتْه عائشة بعده إلى صدرها، فقبض. وعند أحمد عن يزيد بن بابنوس في أثناء حديث "فبينما رأسه ذات يومٍ على منكبي، إذ مال رأسه نحو رأسي، فظننت أنه يريد من رأسي حاجة، فخرجت من فيه نقطة باردة، فوقعت على ثُغْرة نحري، فاقشعر لها جلدي، وظننت أنه غُشي عليه، وسجيته ثوبًا".
قلت: هذا الحديث ظاهر النكارة، إذ كيف يقشعر عليٌّ رضي الله تعالى عنه من نقطة وقعت عليه من فم النبي -صلى الله عليه وسلم-، فهذا لا يمكن صدوره من على، ولا ممن دونه من جميع المسلمين، فهذه هي الأحاديث المعارضة لحديث عائشة، وقد رأيت ما فيها من الضعف والنكارة، فكيف تعارضها؟
[رجاله سبعة]
مرَّ منهم إسماعيل بن أبي أويس في الخامس عشر من الإيمان، وسليمان بن بلال في الثاني منه، ومرَّ هشام وعروة وعائشة في الثاني من بدء الوحي. والباقي اثنان:
الأول منهما: محمد بن حرب النَّشّائي، ويقال النشاستجي أبو عبد الله الواسطي، ذكره ابن حِبّان في الثقات. وقال أبو حاتم: صدوق، وقال الطبرانيّ: كان ثقة، له عند مسلم حديث أبي هريرة في فضيلة الصف الأول، وعند أبي داود حديث عبادة خمس صلوات افترضهن الله، وفي