للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[باب التلبية والتكبير إذا غدا من منى إلى عرفة]

أي: مشروعيتهما، وغرضه بهذه الترجمة الرد على من قال بقطع المحرم التلبية إذا راح إلى عرفة.

[الحديث الأربعون والمائة]

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الثَّقَفِيِّ، أَنَّهُ سَأَلَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله تعالى عنه، وَهُمَا غَادِيَانِ مِنْ مِنًى إِلَى عَرَفَةَ: كَيْفَ كُنْتُمْ تَصْنَعُونَ فِي هَذَا الْيَوْمِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-؟ فَقَالَ: كَانَ يُهِلُّ مِنَّا الْمُهِلُّ فَلاَ يُنْكِرُ عَلَيْهِ، وَيُكَبِّرُ مِنَّا الْمُكَبِّرُ فَلاَ يُنْكِرُ عَلَيْهِ.

قد وافق أنسًا على روايته عبد الله بن عمر، أخرجه مسلم.

وقوله: "وهما غاديان"، أي: ذاهبان غدوة.

وقوله: "كيف كنتم تصنعون؟ " أي: من الذكر، ولمسلم عن محمد بن أبي بكر، قلت لأنس غداة عرفة: ما تقول في التلبية في هذا اليوم.

وقوله: "فلا ينكر" بضم أوله على البناء للمفعول، وفي رواية موسى بن عقبة: لا يعيب أحدنا على صاحبه، وفي حديث ابن عمر المشار إليه عن عبد الله بن أبي سلمة، عن عبيد الله بن عبد الله بن عمر، عن أبيه: غدونا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من منى إلى عرفات، منَّا الملبّي، ومنا المكبّر، وفي رواية له قال عبد الله بن أبي سلمة: فقلت لعبيد الله: عجبًا لكم كيف لم تسألوه: ماذا رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصنع؟ وأراد عبد الله بن أبي سلمة بذلك الوقوف على الأفضل؛ لأن الحديث يدل على التخيير بين التكبير والتلبية من تقريره عليه الصلاة والسلام لهم على ذلك، فأراد أن يعرف ما كان يصنع هو ليعرف الأفضل من الأمرين، وقد مرت مباحث هذا الحديث مستوفاة عند حديث ابن عباس في باب الركوب والارتداف في الحج، ومرَّ في العيدين أيضًا في باب التكبير أيام منى، وإذا غدا إلى عرفة.

<<  <  ج: ص:  >  >>