للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الحديث الحادي والسبعون]

حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ ثَابِتٍ قَالَ: كَانَ أَنَسٌ يَنْعَتُ لَنَا صَلاَةَ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- فَكَانَ يُصَلِّي وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ قَامَ حَتَّى نَقُولَ قَدْ نَسِيَ.

قوله: "يَنْعَتُ" بفتح المهملة أي: يصف وهذا الحديث ساقه شعبة عن ثابت مختصرًا ورواه عنه حمّاد بن زيد مطولًا كما يأتي في باب المكث بين السجدتين فقال في أوله عن أنس قال: إني لا آلو أن أُصلي بكم كما رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصلي بنا.

وقوله: "لا آلو" بهمزة ممدودة بعد حرف النفي ولام مضمومة بعد واو خفيفة أي: لا أقصر وزاد حمّاد بن زيد قال ثابت: فكان أنس يصنع شيئًا لا أراكم تصنعونه وفيه إشعار بأن مَنْ خاطبهم كانوا لا يطيلون الجلوس بين السجدتين لقوله في تلك الرواية وبين السجدتين حتى نقول قد نسي لكن السنة إذا ثبتت لا يبالي من تمسك بها بمخالفة من خالفه وقد تقدم حديث أنس وإنكاره عليهم في أمر الصلاة في أبواب المواقيت في باب تضييع الصلاة عن وقتها.

وقوله: "حتَّى نقولَ" بالنصب. وقوله: "قد نسي" أي: نسي وجوب الهوي إلى السجود ويحتمل أن يكون المراد أنه نسي أنه في صلاة أو ظن أنه وقت القنوت حيث يكون معتدلًا أو وقت التشهد حيث يكون جالسًا وعند الإسماعيلي عن شعبة قلنا: قد نسي من طول القيام أي لأجل طول قيامه.

[رجاله أربعة]

قد مرّوا، مرّ الوليد في العاشر من الإِيمان, ومرّ شعبة في الثالث منه، ومرّ أنس في السادس منه، ومرّ ثابت في تعليق بعد الخامس من العلم. وهذا الحديث تفرد به البخاري ويأتي عن حمّاد بن زيد في باب المكث في المسجد مطولًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>