قوله:"إلى بني عمرو بن عوف"، أي: بقباء، لأنها كانت منازلهم، وكانت على ميلين من المدينة، وكانوا يصلون العصر في وسط الوقت، لأنهم كانوا يشتغلون بأعمالهم وحروثهم. وقوله:"فيجدهم يصلون"، وفي رواية:"فنجدهم" بالنون، ودلَّ هذا الحديث على تعجيل النبي صلى الله تعالى عليه وسلم بصلاة العصر في أول وقتها، وسيأتي عن الزهريِّ "أن الرجل كان يأتيهم والشمس مرتفعة"، وإخراج المصنف لهذا الحديث مشعر بأنه كان يرى أن قول الصحابي:"كنا نفعل كذا" مسند، ولو لم يصرح بإضافته إلى زمن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم، وهو اختيار الحاكم. وقال الدارقطني والخطيب وغيرهما: هو موقوف، والحق أنه موقوف لفظًا، مرفوع حكمًا، لأن الصحابيّ أورده في مقام الاحتجاج، فيحمل على أنه أراد كونه في زمن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم. وقد روى ابن المبارك هذا الحديث عن مالك، فقال:"كان رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم يصلي العصر ... " الحديث. أخرجه النَّسائيّ.
[رجاله أربعة]
الأول: عبد الله بن مسلمة، وقد مرّ في الثاني عشر من الإيمان، ومرّ مالك في الثاني من بدء الوحي، ومرّ إسحاق بن عبد الله في الثامن من العلم، ومرَّ أنس في السادس من الإيمان.