قوله:"أتحنَّث" بالمثلثة أي: أتقرَّب، والحِنث في الأصل الإثم، وكأنه أراد: ألقي عني الإثم، ولما أخرج البخاري هذا الحديث في الأدب عن أبي اليمان قال في آخره: ويقال أيضًا عن أبي اليمان: أتحنَّثُ، يعني بالمثناة. ونقل عن أبي إسحاق أنَّ التَّحَنُّث التَّبَرر. وحديث هشام أورده في العتق بلفظ "كنت أتحنث بها" يعني أتبرر بها. قال عِياض: رواه جماعة من الرواة في البخاري بالمثلثة، وبالمثناة أصح رواية، ومعنى.
وقوله:"من صدقة أو عتاقة أو صلة" كذا هنا بلفظ "أو" وفي رواية شُعيب في الأدب بالواو في الموضعَيْن، وسقط لفظ "الصدقة" من رواية معمر، وفي رواية هشام المذكورة أنه أعتق في الجاهلية مئة رقبة، وحمل على مئة بعير، وزاد في آخره: فوالله لا أدع شيئًا صنعته في الجاهلية إلا فعلت مثله في الإِسلام. وقوله:"أسلمت على ما سلف من خير" قال المازريّ: ظاهره أن الخير الذي أسلفه كتب له، والتقدير: أسلمت على قبول ما سلف لك من خير، وقال الحربيّ: معناه ما تقدم لك من الخير الذي عملته، هو لك، كما تقول: أسلمت على أن أحوز لنفسي مئة درهم، وأما مَنْ قال: ان الكافر لا يُثاب، فحمل الحديث على وجه أخرى، إلى آخر ما مرَّ مستوفى عند حديث:"إذا أسلم العبد فحسن إسلامه" من كتاب الإيمان في باب "حُسْن إسلام المرء".
[رجاله ستة]
قد مرّوا، مرَّ محمد بن عبد الله المسنديّ في الثاني من الإيمان، ومرّ هشام بن يوسف الصنعانيّ في الثالث من الحيض، ومرّ معمر في متابعة بعد الرابع من بدء الوحي، ومرّ الزهري في