باب بالتنوين، يُبدأ بضم أوله، مبني للمفعول، وقوله، بميامن الميت أي عند غسله، تفاؤلًا أن يكون من أصحاب اليمين، والميامن جمع مَيمنة، وكأنه أطلق الترجمة، فلم يقيدها بالغسل، مع أنه هو المراد ليشعر بأن غير الغسل يلحق به قياسًا عليه.
[الحديث السابع عشر]
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا خَالِدٌ عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ رضي الله عنها قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فِي غَسْلِ ابْنَتِهِ ابْدَأْنَ بِمَيَامِنِهَا وَمَوَاضِعِ الْوُضُوءِ مِنْهَا.
قوله: في غسل ابنته، عند مسلم عن خالد أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، حيث أمرها أن تغسل ابنته، قال لها؛ فذكره. وقوله: ابدأنَ بميامنها ومواضع الوضوء منها, ليس بين الأمرين تنافٍ لإِمكان البداءة بمواضع الوضوء وبالميامن معًا. قال الزين بن المنير: قوله "ابدأنَ بميامنها" أي: في الغسلات التي لا وضوء فيها، ومواضع الوضوء منها أي: في الغسلة المتصلة بالوضوء. وكأن المصنف أشار بذلك إلى مخالفة أبي قُلابة في قوله:"يبدأ بالرأس ثم باللحية" قال: والحكمة في الأمر بالوضوء تجديد أثر سمة المؤمنين في ظهور أثَر الغُرّة والتحجيل.
[رجاله خمسة]
قد مرّوا، مرَّ علي بن المدِيني في الرابع عشر من العلم، وخالد الحذاء في السابع عشر منه، وإسماعيل بن إبراهيم، وهو ابن علية في الثامن من الإِيمان، ومرَّ محل حفصة وأم عطية في الذي قبله. ثم قال المصنف: