ابن أبي شيبة عن المستمر بن ريان قال:"رأيت أنسًا إذا أخذ الإمام يوم الجمعة يستقبله بوجهه حتى يفرغ الإمام من خطبته". ورواه ابن المنذر من وجه آخر "عن أنس أنه جاء يوم الجمعة فاستند إلى الحائط واستقبل الإمام" قال ابن المنذر: ولا أعلم في ذلك خلافًا عن العلماء.
وحكى غيره عن سعيد بن المسيب:"أنه كان لا يستقبل هشام بن إسماعيل إذا خطب، فوكل به شرطيًا يعطفه إليه" وفي "المغني" روى الحسن: "أنه استقبل القبلة ولم ينحرف إلى الإمام". وفي "المبسوط": كان أبو حنيفة إذا فرغ المؤذن من أذانه أدار وجهه إلى الإمام". قال الترمذيِّ: العمل على هذا عند أهل العلم من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- وغيرهم يستحبون استقبال الإمام إذا خطب، ولا يصح في الباب عن النبي -صلى الله عليه وسلم- شيء.
وابن عمر مرّ في أول كتاب الإيمان قبل ذكر حديث منه، ومرّ أنس في السادس منه.
وجه الدلالة منه أن جلوسهم حوله لسماع كلامه يقتضي نظرهم إليه غالبًا، وإذا كان هذا في غير حال الخطبة كما مرّ كان حال الخطبة أولى لورود الأمر بالاستماع لها والإنصات عندها، وهذا الحديث ذكره المصنف مطولًا في "الزكاة" في باب (الصدقة على اليتامى) وسيأتي استيفاء الكلام عليه عند أول ذكره مطولًا في الزكاة.
[رجاله ستة]
مرّوا، مرّ معاذ بن فضالة في التاسع عشر من الوضوء، ومرّ هشام الدستوائي في السابع والثلاثين، ومرَّ عطاء بن يسار في الثاني والعشرين منه، وأبو سعيد الخدري في الثاني عشر منه، ومرّ يحيى بن أبي كثير في الثالث والخمسين من العلم، ومرّ هلال بن أبي ميمونة في الأول منه.
[لطائف إسناده]
فيه التحديث بالجمع والعنعنة والسماع والقول، ورواته ما بين أهوازيّ ويمانيّ ومدنيّ أخرجه البخاري أيضًا في الجهاد والزكاة ومسلم في الزكاة وكذا الترمِذِيّ والنَّسائيّ وابن ماجه. ثم قال المصنف: