وفيه مسح رأس الصغير للملاطفة، وفيه دعاء الشخص بتصغير اسمه عند عدم الإِيذاء، وفيه جواز السؤال عما السائل به عالم، لقوله: ما فعل النُّغَير؟ بعد علمه بأنه مات. وفيه إكرام أقارب الخادم وإظهار المحبة لهم, لأن جميع ما ذكر من صنيع النبي -صلى الله عليه وسلم- مع أم سليم وذويها، كان غالبُه بواسطة خدمة أنس له، قلت: قد جاء في الحديث أن إكرامه لأم سليم وأختها أم حرام كان لكونهما من أخواله، ولموت أخيهما معه.
وقد نوزع ابن القاص في الاستدلال به على إطلاق جواز لعب الصغير بالطير، فقال أبو عبد الملك: يجوز أن يكون ذلك منسوخًا بالنهي عن تعذيب الحيوان، وقال القرطبيّ: الحق أنْ لا نسخ، بل الذي رخص فيه للصبي إمساك الطير ليتلهى به، وأما تمكينه من تعذيبه، ولاسيما حتى يموت، فلم يبح قَطّ.
ومن النوادر التي تتعلق بقصة أبي عمير ما أخرجه الحاكم في علوم الحديث عن أبي حاتم الرازي قال: حفظ الله أخانا صالح بن محمد الحافظ الملقب جزرة، فإنه لا يزال يبسطنا غائبًا وحاضرًا، كتب إليَّ أنه لما مات الذُّهْليّ بنيسابور أجلسوا شيخًا لهم يقال له مَحْمش، فأملى عليهم حديث أنس هذا فقال: يا أبا عَمير ما فعل البَعير" قاله بفتح عين عمير، بوزن عظيم. وقال بموحدة مفتوحة بدل النون، وأهمل العين بوزن الأول، فصحف الاسمين معًا.
فمَحْمِش، بفتح الميم الأولى وكسر الثانية بينهما حاء مهملة ساكنة آخره معجمة، وهو لقب محمد بن يزيد بن عبد الله النيسابوريّ السلميّ، ذكره ابن حِبّان في الثقات وقال: روى عن يزيد بن هارون وغيره. وكانت فيه دُعابة.
[رجاله أربعة]
قد مرّوا، وفيه ذكر أبي طلحة. وامرأته، وهي أم سليم، وقد مرا، وذكر رجل من الأنصار، والمراد به عباية بن رفاعة، وقد مرَّ، وفيه ذكر ابن لأبي طلحة بهم، ولفظ "تسعة أولاد" مبهمة، مرَّ بشر بن الحكم في الأربعين من التهجد، ومرَّ سفيان بن عُيينة في الأول من بدء الوحي، ومرَّ إسحاق بن عبد الله في الثامن من العلم، ومرت أم سُليم في السبعين منه، ومرَّ أبو طلحة في السادس والثلاثين من الوضوء، ومرَّ عباية بن رفاعة في الثامن والعشرين من الجمعة.
والابن المبهم هو أبو عُمير صاحب القصة التي فيها "يا أبا عمير ما فعل النُّغَير" وهي في الصحيحين. قيل اسمه حفص، مات في حياته، -صلى الله عليه وسلم-، كما ذكر في هذا الحديث. وقوله في الحديث "تسعة أولاد" هم أولاد عبد الله بن أبي طلحة صاحب الليلة المباركة، ثبت ذكره في