قد مرّوا إلا أبا خلدة، مرّ محمد بن أبي بكر المقدمي في الرابع والثمانين من أحاديث استقبال القبلة، ومرَّ حرَميُّ في الثامن عشر من الإِيمان، ومرّ أنس في السادس منه.
وأبو خلدة هو خالد بن دينار التميمي البصري الخياط. قال ابن معين: ثقة، وقال مرة: صالح، وقال يزيد بن زريع: حدّثنا أبو خلدة وكان ثقة. وقال رجل لابن مهدي: كان ثقة؟ قال: كان مأمونًا خيارًا، الثقة شعبة وسفيان، وفي رواية عنه كان خيارًا مسلمًا صدوقًا. وقال ابن حِبّان في "الثقات": كان ابن مهدي يحسن الثناء عليه. وقال ابن عبد البر: هو ثقة عند جميعهم وكلام ابن مهدي لا معنى له في اختيار الألفاظ. وقال النسائي: ثقة، وقال ابن سعد: كان ثقة وله سن ولقد لقي. وقال العجلي والدارقطني: ثقة، وقال الترمذي: ثقة عند أهل الحديث روى عن أنس والحسن وابن سيرين وأبي العالية وغيرهم. وروى عنه ابن مهدي ويحيى القطان وابن المبارك وحرَميُّ بن عمارة وغيرهم.
مات سنة اثنين وخمسين ومائة. ويشتبه بهذا خالد بن دينار النبلي أبو الوليد روى عنه ابن ماجه.
[لطائف إسناده]
فيه التحديث بالجمع والسماع والقول، ورواته كلهم بصريون والبخاري لم يروِ عن أبي خلدة إلا هذا الحديث. أخرجه النَّسائيّ.
ثم قال: وقال يونس بن بكير: أخبرنا أبو خلدة، وقال:"بالصلاة" ولم يذكر الجمعة وصله المصنف في "الأدب المفرد" ولفظه: "سمعت أنس بن مالك وهو مع الحكم أمير البصرة على السرير يقول: كان النبيّ -صلى الله عليه وسلم- إذا كان الحر أبرد بالصلاة، وإذا كان البرد بكّر بالصلاة". وأخرجه الإسماعيلي عن يونس وزاد "يعني الظهر". وقد أورد أبو علي قصة يزيد الضبي وإنكاره على الحكم هذا الصنيع الذي يذكر عند ذكره في سند الذي بعد هذا واستشهاده بأنس واعتذار أنس عن الحكم بأنه أخر للإِبراد فساقها مطولة في نحو ورقة.
وسند التعليق اثنان: أبو خلدة مرّ في الذي قبله، ويونس هو ابن بكير بن واصل الشيباني أبو بكر، ويقال أبو بكير الجمال الكوفي الحافظ. قال ابن معين: ثقة، وقال مرة: كان صدوقًا ثقة إلا أنه كان مع جعفر بن يحيى وكان موسرًا فقال له رجل: إنهم يرمونه بالزندقة فقال: كذب، ثم قال يحيى: رأيت ابني أبي شيبة أتياه فأقصاهما وسألاه كتابًا، فلم يعطهما فذهبا يتكلمان فيه.
وسئل أبو زرعة: أي شيء ينكر عليه؟ فقال: أما في الحديث فلا أعلمه. وسئل عنه أبو حاتم فقال: محله الصدق، وقال محمد بن عبد الله بن نمير: ثقة رضي. وقال عبيد بن يعيش: حدّثنا