يقعدون، وما نرى أن نتخلف عن هؤلاء وهم مسلمون، وقد عرفنا الذي يريدون، وقد مروا قريبًا، ولا أرى إلا الخروج، فمن أراد الخروج منكم فليخرج، فخرج إلى العلاء بن الحضرميّ، ومعه أصحابه من المسلمين، فكان ذلك قد فتّ أعضاد عدوهم حين بلغهم مدد بني حنيفة، وقال ثمامة في ذلك:
دعانا إلى ترك الديانة والهدى ... مسيلمةُ الكذاب إذ جاء يسجع
فيا عجبًا من معشر قد تتابعوا ... له في سبيل الغَيّ والغي أشنع
وفي البعد عن دار وقد ضل أهلها ... هدى واجتماع كل ذلك مربع
وأنشد أيضًا:
أهم بترك القول ثم يردني ... إلى القول إنعام النبيِّ محمدِ
شكرت له فكي من الغُل بعدما ... رأيت خيالًا من حسام مهندٍ
وكان في ارتحاله إلى ابن الحضرمي يقاتل معه المرتدين من أهل البحرين، فلما ظفروا اشترى ثمامة حلة كانت لكبيرهم، فرآها عليه ناسٌ من بني قيس بن ثعلبة، فظنوا أنه هو الذي قتله وسلبه، فقتلوه.
[لطائف إسناده]
فيه التحديث بصيغة الجمع في موضعين، وبالإفراد في موضع، وفيه السماع والقول، ورواته ما بين بصريّ ومدنيّ، أخرجه البخاريّ في الصلاة والأشخاص والمغازي، ومسلم في المغازي، وأبو داود في الجهاد، والنّسائيّ في الطهارة والصلاة. ثم قال المصنف: