ومال صاحب المغني في موضع آخر إلى أنه ضمّن يولد معنى ينشأ مثلًا، والحديث في تفسير ابن مَرْدَويه بلفظ "ليست نسمةٌ تولد إلا ولدت على الفطرة، فما تزال عليها حتى يبين عنها لسانها .. " الحديث، وهو يؤيد الاحتمال المذكور، واللفظ الذي ساقه الخضراويّ ليس في الصحيحين ولا غيرها، إلا أن عند مسلم، كما مرَّ في رواية "حتى يعرب عنه لسانه" وفي مستخرج أبي نعيم على مسلم بلفظ "ما من مولود يولد في بني آدم إلا يولد على الفطرة، حتى يكون أبواه يهودانه .. " الحديث، وهو عند مسلم عن محمد بن حرب بلفظ "ما من مولود إلا يولد على الفطرة، أبواه يهودانه .. " الحديث.
رجاله أربعة قد مرّوا، مرَّ أبو اليمان وشعيب في السابع من بدء الوحي، والزُّهريُّ في الثالث منه، وأبو هريرة في الثاني من الإِيمان.
قوله أخبرني أبو سلمة، هكذا رواه ابن أبي ذيب عن الزُّهري، وتابعه يونس، كما ذكر هنا من طريق عبد الله بن المبارك عنه، وأخرجه مسلم عن ابن وهب عن يونس، وخالفهما الزبيديّ ومعمر، فروياه عن الزهريّ عن سعيد بن المَسَيِّب بدل أبي سلمة، وأخرجه الذُّهْليّ في الزُّهريات عن الأوزاعيّ عن الزُّهريّ عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة، وقد مرَّ قريبًا عن شُعيب عن الزُّهريّ عن أبي هُريرة من غير ذكر واسطة، وصنيع البخاري يقتضي ترجيح طريق أبي سلمة، وصنيع مسلم يقتضي تصحيح القولين عن الزهريّ، وبذلك جزم الذُّهلي، وهذا الحديث قد استوفيت مباحثه في الذي قبله.
رجاله ستة قد مرّوا، مرَّ عبدان عبد الله بن عثمان وعبد الله بن المبارك في السادس من بدء الوحي، ومرَّ يونس بن زيد في متابعة بعد الرابع منه، وأبو سَلَمة في الرابع منه، ومرَّ محل الزهريّ وأبي هريرة في الذي قبله. ثم قال المصنف: