قوله: أعد الله، أي هيأ له، وقوله: نزله من الجنة، للكُشْمِيْهَنِيّ "نزلا" بالتنكير، والنُّزُل بضم النون والزاي: المكان الذي يهيأ للنزول فيه، وبسكون الزاي ما يهيأ للقادم من الضيافة ونحوها، فعلى هذا "من" في قوله "من الجنة" للتبعيض على الأول، وللتبيين على الثاني. ورواه مسلم وابن خُزَيْمَةَ وأحمد بلفظ "نزلا" كرواية الكُشْمِيْهَنيّ، وهو محتمل للمعنيين، وقوله: كلما غدا أو راح، أي بكل غدوة وروحة، وفي بعض الروايات "وراح" بواو العطف، والفوق بين الروايتين أنه على الواو لابد له من الأمرين حتى يعدّ له النزاع، وعلى كلمة "أو" يكفي أحدهما في الإعداد. وقيل: الغُدُوّ والرَّواح في الحديث كالبكرة والعشي في قوله تعالى: {وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا}[مريم: ٦٢] يراد بهما الدَّيْمُومة لا الوقتان المعينان. وظاهر الحديث حصول الفضل لمن أتى المسجد مطلقًا، لكن المقصود منه اختصاصه بمن يأتيه للعبادة والصلاة رأسها.
[رجاله ستة]
الأول: عليّ بن عبد الله المَدِينيّ، وقد مرَّ في الرابع عشر من العلم، ومرَّ يزيد بن هارون في الخامس عشر من الوضوء.
الثالث: محمد بن مُطَرِّف بن عبد الله بن سَارية التّيْمِيّ اللّيْثيّ أبو غسّان المَدَنِيّ. يقال إنه من موالي عمر، نزل عَسْقَلان، أحد الأثبات العلماء، كان