وقوله:"واجب" أي: مؤكد كالواجب كما مرّ، فقد حمله الأكثر على ذلك بدليل عطف الاستئذان والطيب عليه المتفق على عدم وجوبهما فالمعطوف عليه كذلك.
قال الزين بن المنير: يحتمل أن يكون قوله: "وأن يستنّ" معطوفًا على الجملة المصرحة بوجوب الغُسل، فيكون واجبًا أيضًا، ويحتمل أن يكون مستانفًا فيكون التقدير (وأن يستنّ ويتطيَب استحبابًا) ويؤيد الأول ما يأتي في آخر الباب من رواية الليث عن خالد بن زيد حيث قال فيها: إن الغُسل واجب، ثم قال فيها: والسواك "وأن يمسّ من الطيب" ويأتي في شرح باب (الدهن يوم الجمعة) حديث ابن عبّاس "وأصيبوا من الطيب"، وفيه تردد ابن عبّاس في وجوب الطيب، ويلتحق بالاستنان والتطيب التزين باللباس وسيأتي استعمال الخمس التي عدت من الفطرة. وصرّح ابن حبيب من المالكية به فقال: يلزم الآتي الجمعة جميع ذلك.
[رجاله ستة]
قد مرّوا إلّا أبا بكر، مرّ حرمي في الثامن عشر من الإيمان، ومرّ ابن المدينى في الرابع عشر من العلم، ومرّ شعبة في الثالث من الإيمان، وأبو سعيد في الثاني عشر منه، ومرّ عمرو بن سليم في الثامن والأربعين من أحاديث استقبال القبلة. وأما أبو بكر فهو ابن المنكدر بن عبد الله بن الهدير التيمي أخو محمد، أسنّ منه لم يسم كما قال البخاري. قال أبو داود: كان من ثقات الناس، وقال ابن سعد: كان ثقة قليل الحديث روى عن عمه ربيعة بن عبد اللة بن الهدير وجابر بن عبد الله وعمرو بن سليم وعطاء بن يسار وغيرهم. وروى عنه أخوه محمد ويحيى بن سعيد الأنصاري وشعبة وغيرهم.
[لطائف إسناده]
فيه التحديث بالجمع والإِفراد والعنعنة والقول ورواته ما بين بصري وواسطي ومدني أخرجه مسلم في "الطهارة" وكذا أبو داود والنَّسائيّ، ثم قال: قال أبو عبد الله: هو أخو محمد بن المنكدر ولم يسم أبو بكر هذا. روى عنه بكير بن الأشج وسعيد بن أبي هلال وعدة وكان محمد بن المنكدر يكنى بأبي بكر وأبي عبد الله.
قوله:"قال أبو عبد الله" أي: البخاري ومراده بما ذكر أن محمد بن المنكدر وإن كان يكنى أيضًا أبا بكر لكنه ممن كان مشهورًا باسمه دون كُنيته بخلاف أخيه أبي بكر راوي هذا الخبر فإنه لا اسم له إلا كُنيته، وقد مرّ تعريفه قريبًا.
وقوله:"روى عنه بكير بن الأشج" كذا في رواية أبي ذرٍّ ولغيره رواه عنه وكان المراد أن شعبة لم ينفرد برواية هذا الحديث عنه لكن قد مرّ ما بين رواية بكير وسعيد من المخالفة في السند، وذكر المصنف ثلاثة رجال قد مرّوا، مرّ محمد بن المنكدر في التاسع والخمسين من الوضوء، ومرّ بكير بن الأشج في الخامس والسبعين منه، ومرّ سعيد بن أبي هلال في الثاني منه. وأبو عبد الله