فيه التحديث بالجمع والإفراد والإخبار بالجمع والقول، ورواته كلهم شاميون غير شيخه مَرْوَزِيَّ. ورواية الصحابيّ عن الصحابيّ على قول مَنْ يقول إن جُنادة صحابي. أخرجه أبو داود في الأدب، والنَّسَائيّ في اليوم والليلة، والترْمِذِيّ وابن ماجه في الدعوات.
قوله:"وهو يقص في قصصه"، أي: مواعظه التي كان أبو هريرة يذكر أصحابه بها. وقوله:"وهو يذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- أن أخًا لكم" معناه أن أبا هريرة ذكر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فاستطرد إلى حكايه ما قيل في وصفه، فذكر كلام عبد الله بن رواحة بما وصف به من هذه الأبيات. وقوله: إن أخًا لكم، هو المسموع للهيثم، والرفث: الباطل أو الفحش من القول، والقائل يعني هو الهيثم، ويحتمل أن يكون الزهريَّ. وقال ابن بطّال: إن قوله عليه الصلاة والسلام: "إن أخًا لكم لا يقول الرفث" فيه أن حُسْن الشِّعر محمود كحسن الكلام، واعترضه في "الفتح" بأنه ليس في سياق الحديث ما يفصح بأن ذلك من كلامه -صلى الله عليه وسلم-، بل هو ظاهر في أنه من كلام أبي هريرة. ويأتي التصريح بذلك في رواية الزبيديّ المعلقة قريبًا.
وقوله:"إذا انشق" كذا للأكثر، وفي رواية أبي الوقت:"كما انشق" والمعنى مختلف، وكلاهما واضح. وقوله:"من الفجر" بيان للمعروف الساطع، يقال: سطع إذا ارتفع، وقوله:"العمى" أي: الضلالة. وقوله:"يجافي جنبه" أي: يرفعه عن الفراش، وهو كناية عن قيام الليل، وفي هذا البيت الأخير معنى الترجمة؛ لأن التَّعَارْ هو السهر والتقلب على الفراش كما مرّ. وكأن الشاعر أشار إلى قوله تعالى في صفة المؤمنين:{تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ} الآية.
[رجاله ستة]
وفيه ذكر عبد الله بن رواحة، مرّ منهم يحيى بن بكير واللَّيْث والزُّهريّ في الثالث من بدء الوحي، ويونس بن يزيد في متابعة بعد الرابع منه، ومرّ أبو هريرة في الثاني من الإيمان.