قوله:"وطاف بين الصفا والمروة" فيه تجويز لأنه يسمى سعيًا لا طوافاً، إذ حقيقة الطواف الشرعية فيه غير موجودة، أو هي حقيقة لغوية، ووجه الدلالة منه لمقصود الترجمة وهو أن القِرَان بين الأسابيع خلاف الأولى من جهة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يفعله، وقد قال:"خذوا عني مناسككم"، وهذا قول أكثر الشافعية وأبي يوسف، وعن أبي حنيفة ومحمد: يكره، وأجازه الجمهور بغير كراهة، وروى ابن أبي شيبة بإسناد جيد عن المسور بن مخرمة أنه كان يقرن بين الأسابيع إذ طاف بعد الصبح والعصر، فإذا طلعت الشمس أو غربت صلى لكل أسبوع ركعتين، وهذا الحديث قد مرَّ بعينه في باب قوله تعالى:{وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} , ومرَّ الكلام عليه هناك.
رجاله خمسة، قد مرّوا:
مرَّ قتيبة في الحادي والعشرين من الإيمان, ومرَّ سفيان بن عيينة في الأول من بدء الوحي، ومرَّ جابر بن عبد الله في الرابع منه، ومرَّ عمرو بن دينار في الرابع والخمسين من العلم، ومرَّ محل ابن عمر في الأثر الثاني من هذه الآثار.