قوله:"أخمص قدمه" الأخمص بإسكان الخاء المعجمة وفتح الميم بعدها مهملة باطن القدم وما رق أسفلها، وقيل هو خصر باطنها الذي لا يصيب الأرض عند المشي.
وقوله:"بالركاب" أي: وهي في راحلته. وقوله:"فنزعتها" أنث الضمير مع أنه عائد على السنان وهو مذكر؛ لأنه أراد الحديدة ويحتمل أنه راجع على القدم ويكون من باب القلب كما في أدخلت الخف في الرجل. وقوله:"فبلغ الحجاج" أي: ابن يوسف الثقفي، وكان إذ ذاك أميرًا على الحجاز ذلك بعد قتل عبد الله بن الزبير. وقوله:"فجعل يعوده" في رواية المستملي "فجاء" ويؤيده رواية الإِسماعيلي "فأتاه". وجعل من أفعال المقاربة الموضوعة للشروع في العمل، ويعوده خبره.
وقوله:"لو نعلم من أصابك" في أبي ذر عن الحموي والمستملي "ما أصابك" وحذف الجواب لدلالة السياق عليه، أو هي للتمني فلا حذف، ويرجح الأول أن ابن سعد أخرجه عن أبي نعيم فقال فيه:"لو نعلم من أصابك عاقبناه" وهو يرجح رواية الأكثر أيضًا. وله من وجه آخر قال:"لو أعلم الذي أصابك لضربت عنقه".
وقوله:"أنت أصبتني" فيه نسبة الفعل إلى الأمر بشيء يتسبب منه ذلك الفعل وإن لم يعن الأمر ذلك، لكن حكى الزبير في "الأنصاب": "أن عبد الملك لما كتب إلى الحجاج أن لا يخالف ابن عمر شق عليه فأمر رجلًا معه حربة يقال إنها كانت مسمومة، فلصق ذلك الرجل به فأمر الحربة على قدمه فمرض منها أيامًا ثم مات، وذلك في سنة أربع وسبعين".
وفي كتاب "الصريفيني": "لما أنكر عبد الله على الحجاج نصب المنجنيق على الكعبة وقتل عبد الله بن الزبير أمر الحجاج بقتله فضربه رجل من أهل الشام ضربة، فلما أتاه الحجاج يعوده قال