أي: إذا كانوا أكثر من واحد وقد دل حديث الباب على تقديم من كان أكثر قرآنًا من صاحبه وهذا نظير تقديمه في الإِمامة.
ثم قال وسمى اللحد لأنه في ناحية وكل جائر ملحد ملتحدًا معدلًا ولو كان مستقيمًا لكان ضريحًا قوله لأنه في ناحية قال أهل اللغة أصل الإِلحاد الميل والعدول عن الشك. وقيل للمائل عن الدِّين ملحد، وسمى اللحد لأنه شُقّ يعمل في جانب القبر، فيميل عن وسط القبر إلى جانبه بحيث يسع الميت، فيوضح فيه، ويطبق عليه اللبن.
وقوله: ملتحدًا، مَعْدِلًا، هو قول أبي عبيدة بن المُثَنّى في كتاب "المجاز". قال: قوله ملتحدًا أي: مَعْدِلًا. وقال الطبريّ: معناه ولن تجد من دونه معدِلًا تعدِل إليه عن الله تعالى, لأن قدرة الله محيطة بجميع خلقه. قال: والملتحد مُفْتَعَلٌ من اللحد، يقال منه: لَحَدْتُ إلى كذا إذا ملت إليه. ويقال: لَحدْته وألْحدته.
قال الفَرّاء: الرباعي أجوب، وقال غيره: الثلاثي أكثر، ويؤيده حديث عائشة في قصة دفن النبي -صلى الله عليه وسلم- "فأرسلوا إلى الشقَّاق واللاحد .. " الحديث. أخرجه ابن ماجه. وقوله: ولو كان مستقيمًا لكان ضريحًا، وذلك لأن الضريح شق يشق في الأرض على الاستواء، ويدفن فيه.