كِنانة، الكِنانيّ، يكنى أبا سفيان، وقد ينسب إلى جده، كان ينزل قُدَيدًا، روى البخاريّ قصته في إدراكه للنبي -صلى الله عليه وسلم-، ودعاء النبي -صلى الله عليه وسلم- عليه حتى صاخت رجلًا فرسه، ثم أنه طلب منه الخلاص، وأن لا يدل عليه، ففعل، وكتب له أمانًا، وأسلم يوم الفتح، وفي ذلك يقول مخاطبًا لأبي جهل:
أبا حَكَم، والله، لو كنتَ شاهدًا ... لأمر جوادي إذ تسوخ قوائمه
علمتَ، ولم تشكك بأن محمدًا ... رسولٌ ببرهان فمن ذا يقاومه
وروى الحسن أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال لسُراقة: كيف بك إذا لبست سُوَارَيْ كسرى؟ قال: فلما أُتي عمر بسُوارَيْ كسرى ومِنْطَقَتِه وتاجِه، دعا سُراقة فألبسه، وكان رجلًا أَزَبَّ كثِيرَ شعر الساعدين، فقال: ارفع يديك، قل: الله أكبر، الحمد لله الذي سلبهما كسرى بن هُرْمُز، وألبسهما سراقة الأعرابيّ.
روى ابن إسحاق وعبد الرزاق أنه جاء إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال:"رأيت الضالةَ، يا رسول الله، ترد الحوض حوضي إبلي، ألِيَ أجرٌ إنْ سقيتها؟ فقال: في الكبد الحراء أجر". روى عنه ابن عباس وجابر وسعيد بن المسيب، وابنه محمد بن سراقة مات في خلافة عثمان سنة أربع وعشرين، وقتل بعده عثمان.
[لطائف إسناده]
فيه التحديث بالجمع والعنعنة والقول، ورواته كلهم كوفيون، وفيه رواية التابعي عن التابعي، أخرجه البخاريّ أيضًا في التفسير والقدر والأدب، ومسلم في القدر، وأبو داود وابن ماجه في السنة، والتِّرمذيّ في القدر والتفسير، والنّسائيّ في التفسير.