وقوله:"عن الزبير بن عربي" في رواية أبي داود الطيالسي: عن حماد حدثنا الزبير.
وقوله:"أرأيت ان زحمت"، أي: أخبرني ما أصنع إذا زحمت ورحمت بضم الزاي بغير إشباع، وفي بعض الروايات بزيادة واو.
وقوله:"اجعل أرأيت في اليمن" يشعر بأن الرجل يماني، وفي رواية أبي داود المذكورة:"اجعل أرأيت عند ذلك الكوكب"، وإنما قال له ذلك لأنه فهم منه معارضة الحديث بالرأي، فأنكر عليه ذلك، وأمره إذا سمع الحديث أن يأخذ به، ويتقي الرأي، والظاهر أن ابن عمر لم ير الزحام عذرًا في ترك الاستلام، وقد روى سعيد بن منصور عن القاسم بن محمد، قال: رأيت ابن عمر يزاحم على الركن حتى يدمى، ومن طريق أخرى أنه قيل له في ذلك، فقال: هوت الأفئدة إليه، فأريد أن يكون فؤادي معهم، وروى الفاكهاني عن ابن عباس كراهة المزاحمة، وقال: لا يؤذي ولا يؤذى ولابن المنذر عن نافع، قال: رأيت ابن عمر استلم الحجر وقبّل يده، وقال: ما تركته منذ رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يفعله، ويستفاد منه استحباب الجمع بين التسليم والتقبيل بخلاف الركن اليماني فيستلمه فقط، والاستلام هنا المسح باليد، والتقبيل بالفم، وروى الشافعي عن ابن عمر، قال: استقبل النبي-صلى الله عليه وسلم- الحجر فاستلمه، ثم وضع شفتيه عليه طويلًا، والمستحب في التقبيل أن لا يرفع به صوته، وروى الفاكهاني عن سعيد بن جبير قال: إذا قبلت الركن فلا ترفع بها صوتك كقبلة النساء.
[رجاله أربعة]
مرَّ منهم مسدد في السادس من الإيمان, ومرَّ حماد بن زيد في الرابع والعشرين منه، ومرَّ ابن عمر في أوله قبل ذكر حديث منه، والرابع الزبير بن عربي النمري أبو سلمة، بصري، قال أحمد: أراه لا بأس به، وقال ابن معين: ثقة، وقال النسائي: ليس به بأس، أخرجوا له واحدًا في استلام الحجر، وذكره ابن حبان في "الثقات"، روى عن ابن عمر، وروى عنه ابنه إسماعيل وحماد بن زيد وسعيد بن زيد ومعمر.
وفي الحديث لفظ رجل مبهم وهو الزبير بن عربي هذا.
[لطائف إسناده]
فيه التحديث بالجمع والسؤال، وفيه أن رجاله بصريون، أخرجه الترمذي والنسائي في الحج.