والرجل المبهم هو رفاعة راوي الحديث كما أخرجه النسائي وقد أبهم نفسه لما له من التزكية في الحديث كما مرَّ.
[لطائف إسناده]
فيه التحديث بالجمع والعنعنة والقول ورواته كلهم مدنيون وفيه رواية الأكابر عن الأصاغر لأن نعيمًا أكبر سنًا من علي بن يحيى وأقدم منه سماعًا وفيه ثلاثة من التابعين وهم من بين مالك والصحابي وفيه من وجه رواية الصحابي عن الصحابي لأن يحيى بن خلاد مذكور في الصحابة أخرجه أبو داود والنسائي. ثم قال المصنف:
[باب الاطمأنينة حين يرفع رأسه من الركوع]
قوله: الاطمأنينة كذا للأكثر وللكشميهني الطمأنينة وقد مرّ الكلام عليها في باب استواء الظهر ومرّ طول البحث فيها في باب وجوب القراءة للإمام والمأموم عند حديث المسيء صلاته. ثم قال: وقال أبو حميد: رفع النبي -صلى الله عليه وسلم- رأسه واستوى حتى يعود كل فقار مكانه.
قوله: رفع رأسه أي: من الركوع، وقوله: فاستوى أي: قائمًا كما سيأتي بيانه عند ذكر الحديث موصولًا وهو ظاهر فيما ترجم له وفي رواية كريمة جالسًا بعد قوله فاستوى فإن كان محفوظًا حمل على أنه عبر عن السكون بالجلوس وفيه بعد، أو لعل المصنف أراد إلحاق الاعتدال بالجلوس بين السجدتين بجامع كون كل منهما غير مقصود لذاته فيطابق الترجمة وهذا التعليق قد مرّ معلقًا مرات، مرّ أوّل مرة في باب إلى أين يرفع يديه، ومرّ هناك بعض الكلام عليه ويأتي تمام الكلام عليه عند ذكره موصولًا في باب سنة الجلوس في التشهد إلخ.