للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"الثقات" ووثقه ابن البرقي والدارقطني وغيرهما روى عن أبيه وعن عم أبيه رفاعة بن رافع وأبي السائب وروى عنه ابنه يحيى ونعيم المجمر وبكير بن الأشج وشريك بن أبي غر وإسحاق بن أبي طلحة وأبو طوالة وهم من أقرانه مات سنة تسع وعشرين ومئة.

الثاني: أبو الأول يحيى بن خلاد الزرقي المدني قيل إنه ولد على عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- ذكره ابن حِبّان في "الثقات" روى عن رفاعة بن رافع وعن عمر بن الخطاب وروى عنه ابنه علي وابن ابنه يحيى قال أبو بكر بن أبي عاصم، مات سنة ثمان وعشرين ومئة وقال الواقدي مات سنة تسع وعشرين واعترض ابن حجر هذا قائلًا: "إنه يلزم عليه أن أحدًا ولد في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- بلغ مئة وعشرين سنة وأكثر وهذا مخالف للنص الصحيح الثابت في الصحيحين وإنما قيل هذا في تاريخ ولد ولده يحيى بن علي.

الثالث: عم الذي قبله رفاعة بن رافع بن مالك بن العجلان بن عمرو بن عامر بن زريق الأنصاري الخزرجي الزرقي أبو معاذ وأُمه أُم مالك بنت أُبي بن سلول مشهورة شهد هو وأبوه العقبة وبقية المشاهد شهد معه بدرًا أخواه خلاد ومالك ابنا رافع واختلف في شهود أبيهم رافع بن مالك بدرًا وشهد رفاعة مع علي الجمل وصفين ففي ابن عبد البر عن عمر بن شبة أن الشعبي قال لما خرج طلحة والزبير: كتبت أُم الفضل بنت الحارث بخروجهم فقال علي: العجب لطلحة والزبير أن الله عَزَّ وَجَلَّ لما قبض رسوله -صلى الله عليه وسلم- قلنا: نحن أهله وأولياؤه لا ينازعنا سلطانه أحد فأبى علينا قومنا فولوا غيرنا وأيم الله لولا مخافة الفرقة وأن يعود الكفر ويبور الدين لغيرنا فصبرنا على بعض الألم ثم لم نر بحمد الله إلا خيرًا ثم وثب الناس على عثمان فقتلوه ثم بايعوني ولم أستكره أحدًا وبايعني طلحة والزبير ولم يصبرا شهرًا كاملًا حتى خرجا إلى العراق ناكثين اللهم خذهما بفتنتهما للمسلمين فقال رفاعة بن رافع: إن الله لما قبض رسوله عليه الصلاة والسلام ظننا أنا أحق الناس بهذا الأمر لنصرتنا لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومكاننا من الدين فقلتم نحن المهاجرون الأولون وأولياء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الأقربون وأنا نذكركم الله تعالى أن تنازعونا مقامه في الناس فخليناكم والأمر فأنتم أعلم وما كان بينكم غير أنا لما رأينا الحق معمولًا به والكتاب متبعًا والسنة قائمة رضينا ولم يكن لنا إلا ذلك فلما رأينا الأثرة أنكرنا لنرضي الله عَزَّ وَجَلَّ ثم بايعناك ولم نألُ وقد خالفك من أنت في أنفسنا خير منه وأرضى فمرنا بأمرك وقدم الحجاج بن غزية فقال: يا أمير المؤمنين:

داركها داركها قبل الفوت ... لا وألت نفسي إن خفت الموت

يا معشر الأنصار انصروا أمير المؤمنين أُخرى كما نصرتم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أُولى والله إن الآخرة لشبيهة بالأُولى إلاَّ إن الأُولى أفضلهما.

له أربعة وعشرون حديثًا انفرد البخاري بثلاثة، روى عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وأبي بكر وعبادة بن الصامت وروى عنه ابناه عبيد ومعاذ وابن أخيه يحيى وابنه علي بن يحيى مات في زمن معاوية سنة

<<  <  ج: ص:  >  >>