للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المدينة في زمان عمر بن الخطاب، رضي الله تعالى عنه، آخى بين المهاجرين والأنصار بعد مقدمه بخمسة أشهر، ونزل عند أبي أيوب الأنصاري، ولم يزل عنده حتى بنى مسجده ومساكنه، ثم انتقل عنه، وذلك في السنة الأولى من الهجرة.

[قيامه بالمدينة]

وأقام بالمدينة عشر سنين، وبدأ مرضه الذي مات منه يوم الأربعاء لليلتين بقيتا من صفر سنة إحدى عشرة في بيت مَيْمونة، ثم انتقل حين اشتد وجعُه إلى بيت عائشة، وقُبِضَ عليه الصلاة والسلام يوم الاثنين ضحى، في الوقت الذي دَخَلَ فيهَ المدينة، لاثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الأول سنة إحدى عشرة من الهجرة، ودفن يوم الثلاثاء حين زاغت الشمس، وقيل: بل دُفن ليلة الأربعاء.

[عدد غزواته وسراياه صلى الله عليه وسلم]

وكانت غزواته - صلى الله عليه وسلم - مدة إقامته بالمدينة ستًّا وعشرين، وقيل: سبعًا وعشرين، قاتل في تسع منها بنفسه الشريفة. وسراياه وبعوثه سبعة وأربعون. وأول مغازيه - صلى الله عليه وسلم - الأبواء، وقيل: إن ودّان مرادفة لها، وقيل: متغايرتان، وأول بعوثه بعث حمزة بن عبد المطلب بعثه إلى سيف البحر في ثلاثين راكبًا، يعترض عيرًا لقريش، فكان أول من غزا في سبيل الله، وأول من عقدت له راية في الإِسلام. ثم سرية عُبَيْدة بن الحارث كانت قبل سرية حمزة، وقيل إنهما كانتا معه.

وِاعتمر - صلى الله عليه وسلم - ثلاث عمر وفي قول من جعله في حجته قارنًا: أربع عمر، وافتُرِض عليه الحج وسائر الفرائض بالمدينة إلا الصلاة، فإنها افترضت عليه ليلة الإسراء، وهو بمكة، ولم يَحُجَّ - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة غير حجته الواحدة، حجة الوداع، وذلك في سنة عشر من الهجرة. وحرم عليه جميع ما حرم بالمدينة المنورة.

<<  <  ج: ص:  >  >>