من أمره له بأن يقوده أنه كان ضريرًا بل يحتمل أن يكون لمعنى آخر غير ذلك، وأما ما أنكره من النذر فمتعقب بما في النسائي عن ابن جريج في هذا الحديث أنه قال أنه نذر، ولهذا أخرجه البخاري في أبواب النذر، كما يأتي إن شاء الله تعالى.
رجاله ستة قد مرّوا:
مرت الثلانة الأول بهذا النسق في الثالث من الحيض، ومرَّ سليمان بن أبي مسلم الأحول في الأول من التهجد بالليل، ومرَّ طاووس في باب من لم ير الوضوء إلا من المخرجين بعد الأربعين من الوضوء، ومرَّ ابن عباس في الخامس من بدء الوحي، وفي الحديث لفظ إنسانين مبهمين، قال في "الفتح": لم أقف على تسمية هذين الرجلين صريحًا إلا أن في الطبراني من طريق فاطمة بنت مسلم: حدثني خليفة بن بشر، عن أبيه أنه أسلم، فرد عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- ماله وولده، ثم لقيه هو وابنه طلق مقترنين بحبل، فقال:"ما هذا؟ " قال: حلفت لئن ردّ الله علي مالي وولدي لأحجنَّ بيت الله مقرونًا، فأخذ النبي -صلى الله عليه وسلم- الحبل فقطعه، وقال لهما:"حُجَّا، إنَّ هذا من عمل الشيطان"، فيمكن أن يكون بشر وابنه طلق صاحبي القصة.
وبشر هذا قال ابن حجر في "الإصابة": غير منسوب، وليس له هو وولده طلق من التعريف غير هذا الحديث، قال في "الفتح": وأغرب الكرماني، فقال: قيل اسم الرجل المقود ثواب ضد العقاب، قال: ولم أر ذلك لغيره، ولا أدري من أين أخذه، قلت: يؤيد ما قاله ابن حجر كون ثواب هذا لم يكن له ذكر في الصحابة.
[لطائف إسناده]
فيه التحديث بالجمع والإخبار بالإفراد والعنعنة والقول، ورواته: رازي وصنعاني ومكيان ويماني، أخرجه البخاري أيضًا في الحج وفي الأيمان والنذور، وأبو داود في الأيمان والنذور، والنسائي فيه، وفي الحج.