في حقها من الأرض وشكته إلى مروان، فقال سعيد: تروني ظلمتها وقد سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول:"من ظلمَ من الأرض شبرًا طوقهُ اللهُ تعالى من سبعِ أرضين يومَ القيامةِ" ثم أعطاها ما ادعت ولم يرض باليمين. وقال اللهم إنها زعمت أني قد ظلمتها فإن كانت كاذبة فأعْمِ بصرها وألقها في بئرها وأظهر من حقي نورًا بين المسلمين أني لم أظلمها فبينما هم على ذلك إذ سال العقيق سيلًا لم يسل مثله قط فكشف عن الحد الذي كانا يختلفان فيه، فإذا سعيد بن زيد في ذلك قد كان صادقًا ثم لم تلبث إلا يسيرًا حتى عميت، فبينما هي تطوف في أرضها تلك سقطت في بئرها.
قال أبو بكر بن حزم فكنا ونحن غلمان نسمع الإنسان يقول للآخر إذا تخاصما أعماك الله عمى أروى، فكنا نظن أنه يريد الوحشية وهو كان يريد ما أصاب أروى بدعوة سعيد بن زيد.
وروى البخاري عنه أنه قال لقد رأيتني وإن عمر لموثقي على الإِسلام. شهد سعيد اليرموك وفتح دمشق، وأقطعه عثمان أرضًا بالكوفة فنزلها وسكنها من بعده ابنه الأسود بن سعيد، وكان له أربعة بنين. وأخبار أبيه زيد في تطلب دين إبراهيم عليه الصلاة والسلام وعدم أكله لما ذبح للأصنام معلوم.
له ثمانية وثلاثون حديثًا اتفقا على حديثين وانفرد البخاري بواحد.
روى عنه عمرو بن حريث وعروة وأبو عثمان النهداني وغيرهم.
مات سنة إحدى وخمسين بالعقيق، وحمل إلى المدينة وعاش بضعًا وسبعين سنة.
وكان طوالاً آدم أشعر، وزعم الهيثم بن عدي أنه مات بالكوفة، صلى عليه المغيرة بن شعبة، وعاش ثلاثًا وسبعين سنة.
[لطائف إسناده]
فيه التحديث بالجمع العنعنة والقول، ورواته ما بين بغدادي وكوفي وواسطي. أخرجه البخاري في "البيوع" وفي "التفسير". ومسلم في "الصلاة"، والترمذي في "التفسير" والنسائي فيه وفي "الصلاة". ثم قال المصنف: