وقوله: إذا وضع في قبره وتولى، وذهب أصحابه، كذا ثبت في جميع الروايات، فقال ابن التين: إنه كرر اللفظ والمعنى واحد، وفي رواية "تُوَلي" بضم أوله وكسر اللام على البناء للمجهول، أي: تولى أمره، أي: الميت، وفي رواية عياش الآتية "وتولى عنه أصحابه" وهو الموجود في جميع الروايات عند مسلم وغيره. وهذا الحديث مرَّ الكلام عليه عند حديث أسماء بنت أبي بكر الصديق في باب "من أجاب الفُتيا بإشارة اليد والرأس" من كتاب الإِيمان.
[رجاله سبعة]
قد مرّوا، إلا خليفة، مرَّ عيّاش بن الوليد في الخامس والثلاثين من الغسل، ومرَّ يزيد بن زُريع في السادس والتسعين من الوضوء، ومرَّ عبد الأعلى السامي في تعليق بعد الثالث من الإِيمان, ومرَّ قتادة وأنس في السادس منه، ومرَّ سعيد بن أبي عَروبة في الحادي والعشرين من الغُسل أيضًا.
السابع خليفة بن خياط بن خَليفة بن خياط العُصْفُريّ، التميميّ أبو عمرو والبَصْري، الملقب بشبابة. قال ابن عَديّ: له حديث كثير، وتاريخ حسن، وكتاب في الطبقات, وهو مستقيم الحديث، صدوق من متيقظي رواة الحديث. وذكره ابن حبّان في الثقات، وقال: كان متقنًا عالمًا بأيام الناس وأنسابهم. وقال علي بن المَدِينيّ: في دار عبد الرحمن بن عمر وشبابة بن خياط شجرٌ يحمل الحديث.
وقال مُرة: لو لم يحدث شبابة لكان خيرًا له. وقال ابن أبي حاتم: ما رضي أبو زُرعة يُقرأ علينا كتابه. قال أبو حاتم: لا أُحدث عنه، هو غير قوي، كتبت من مسنده ثلاثة أحاديث عن أبي الوليد، ثم أتيت أبا الوليد فسألته عنها فأنكرها، وقال: ما هذه من حديثي، فقلت: كتبتها من كتاب شبابة العُصْفُريّ، فعرفه وسكن غضبه. قال في المقدمة: وجميع ما أخرجه له البخاري قَرَنه بغيره، وذلك في ثلاثة أحاديث وإنْ أفرده علَّق ذلك، فقال: قال خليفة: ومع ذلك فليس فيه شيء من أفراده.
روى عن إسماعيل بن أمية ويزيد بن زُريع وأبي داود الطَّيالسِيّ وغيرهم. وروى عنه البخاريُّ وعبد الله بن أحمد بن حَنْبل وأبو يعلى الموصليّ وغيرهم. مات سنة أربعين ومئتين.