للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[باب ما ينهى من الحلق عند المصيبة]

وخص الحلق دون غيره لأنه الغالب على النساء، وقوله "عند المصيبة" قصر للحكم على تلك الحالة، وهو واضح.

[الحديث الخامس والخمسون]

وَقَالَ الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جَابِرٍ أَنَّ الْقَاسِمَ بْنَ مُخَيْمِرَةَ حَدَّثَهُ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو بُرْدَةَ بْنُ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه قَالَ وَجِعَ أَبُو مُوسَى وَجَعًا فَغُشِىَ عَلَيْهِ، وَرَأْسُهُ فِي حَجْرِ امْرَأَةٍ مِنْ أَهْلِهِ، فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَرُدَّ عَلَيْهَا شَيْئًا، فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ أَنَا بَرِيءٌ مِمَّنْ بَرِىء مِنْهُ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- بَرِىء مِنَ الصَّالِقَةِ وَالْحَالِقَةِ وَالشَّاقَّةِ.

قوله: وقال الحكم، وفي رواية أبي الوقت "حدثنا الحكم" وهو وهم، فإن الذين جمعوا رجال البخاري في صحيحه أطبقوا على ترك ذكره في شيوخه، فدل على أن الصواب رواية الجماعة بصيغة التعليق، وقد وصله مسلم في صحيحه, فقال: حدثنا الحكم بن موسى، وكذا ابن حِبّان، فقال: أخبرنا أبو يعلى، حدثنا الحكم. وقوله: وَجِع، بكسر الجيم، وقولها، في حجر امرأة من أهله، زاد مسلم: فصاحت، وله من وجه آخر عن أبي صَخْرة عن أبي بُردة وغيره "قالوا أُغميَ على أبي موسى، فأقبلت امرأته أم عبد الله تصيح بَرنَّة .. " الحديث.

وللنَّسائيّ عن يزيد بن أوس عن أم عبد الله امرأة أبي موسى عن أبي موسى فذكر الحديث دون القصة، ولأبي نعيم في "المستخرج" على مسلم عن ربْعيّ قال: أُغمي على أبي موسى فصاحت امرأته بنت أبي دَوْمة، فحصلنا على أنها أم عبد الله بنت أبي دومة، وأفاد عمر بن شَبّة في "تاريخ البصرة" أن اسمها صفية بنت دَمُّون، وأنها والدة أبي بُردة بن أبي موسى، وأن ذلك وقع حين كان أبو موسى أميرًا على البصرة من قِبَل عمر بن الخطاب، رضي الله تعالى عنه.

وقوله: إني بريء في رواية الكَشْميهنيّ: أنا بريء، وكذا لمسلم، وقد مرَّ الكلام على المراد بهذه البراءة قبل، في باب "ليس منّا من شقّ الجيوب". وقوله: الصالقة، بالصاد المهملة والقاف،

<<  <  ج: ص:  >  >>