قوله:"حتى يقبض العلم" بموت العلماء وكثرة الجهلاء. وقوله:"وتكثر الزلازل" جمع زلزلة، وهي حركة الأرض واضطرابها حتى ربما سقط البناء القائم عليها. وقوله:"ويتقارب الزمان" فتكون كما في الترمذي عن أنس مرفوعًا: "السنةُ كالشَّهر والشهر كالجمعة والجمعة كاليوم واليوم كالساعة والساعة كالضرمة بالنار" أي كزمان اتّقاد الضرمة، وهي ما توقد به النار أولًا كالقضب والكبريت.
وقد مرَّت مباحث هذا الحديث مستوفاة غاية عند ذكره مختصرًا في باب من أجاب الفتيا بإشارة اليد والرأس من كتاب العلم. وقوله:"فيفيض" بفتح حرف المضارعة بالرفع خبر مبتدأ محذوف. أي: هو يفيض ولأَبي ذر بالنصب عطفًا على يكثر. ويفيض استعارة من فيض الماء لكثرته يقال:"فاض الماء" إذا كثر حتى سال على ضفة الوادي أي: جانبه، وأفاض الرجل إناه أي: مَلأه حتى فاض، والمعنى: يفيض المال حتى يكثر، فيفضل منه في أيدي مالِكيه ما لا حاجة لهم به، وقيل: بل ينتشر في النَّاس ويعمهم.
[رجاله خمسة]
قد مرّوا، مرّ أبو اليمان وشعيب في السابع من بدء الوحي، ومرَّ أبو الزناد وعبد الرحمن في السابع من الإيمان، وأبو هريرة في الثاني منه.
قوله:"قال: اللهم بارك إلخ" قال في "الفتح": هكذا وقع في هذه الروايات بصورة الموقوف عن ابن عمر لم يذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- وقال القابسي: سقط ذكره عليه الصلاة والسلام من النسخة ولابد منه لأن مثله لا يقال بالرأي. وقد رواه أزهر السمان عن ابن عون مصرحًا فيه بذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- كما يأتي في الفتن.
قلت: هذا مع ما في الحديث من قوله عن ابن عمر، قال: قال: "اللهم بارك" لا يصح أنه