قال ابن المنير: مناسبة التعوذ عند الكسوف أن ظلمة النهار بالكسوف تشابه ظلمة القبر، وإن كان نهاراً، والشيء بالشيء يذكر. فيخاف من هذا كما يخاف من هذا، فيحصل الاتعاظ بهذا في التمسك بما ينجي من غائلة الآخرة.
قوله:"إن يهودية" أي: امرأة من اليهود، وفي "مسند السراج" عن مسروق قال: دخلت يهودية على عائشة فقالت لها: أسمعت رسول -صلى الله عليه وسلم- يذكر شيئًا في عذاب القبر؟ فقالت عائشة: لا وما عذاب القبر؟ قالت: فسليه، فجاء النبي -صلى الله عليه وسلم- فسألته عائشة عن عذاب القبر فقال -صلى الله عليه وسلم-: "عذابُ القَبرِ حقٌ". قالت: فما صلى بعد ذلك صلاةً إلاَّ سمعته يتعوذ من عذاب القبر.
وفي حديث منصور عن مسروق عنها قالت: دخل عَليَّ عجوزتان من عجائز اليهود فقالتا: إن أهل القبر يُعذبون في قبورهم، فكذَّبتُهما، ولم أصدقهما، فدخل عَليَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقلت له: دخلت عجوزتان من عجائز اليهود، فقالتا: إنَّ أهل القبور يعذبون في قبورهم. فقال: "إنهم